السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..أحد زملاء العمل في رمضان منذ أن يبدأ إلى أن ينتهي الدوام وهو يقرأ القرآن
ولا يغلق المصحف إلا إذا جاءته معاملات ينجزها ثم يعود للقراءة مرة أخرى
وربما يختم القرآن في رمضان أكثر من مرتين
زميلي هذا بمكتب فيه موظفين آخرين و طبعا ما تخلى سواليفنا من طرائف
فنلاحظ إن خوينا يغرق في الضحك إذا أعجبته السالفة وأحيان يعقب على موضوع بعدين يرجع يكمل القراءة !!
هذا نموذج لقراءة بالمفهوم المقلوب لهدف قراءة القرآن
كثيراً ما ننكب على قراءة القرآن خاصة في رمضان لكننا نغلق المصحف ولا نعلم أو نفهم ماذا قرأنا
يقول د.مصطفى محمود أن سبب بلادتنا وعدم خشوعنا أثناء قراءة القرآن
هم أولئك المقرئين المحترفين الذين يقرأون القرآن بوتيرة واحدة
آيات العذاب وآيات البشرى آيات التدبر والتسبيح كلها برتم واحد لا تغير فيه .
كذلك نحن نقرأ القرآن كما نقرأ الجريدة والكتاب نرتل لكن لا نستشعر عظم الآيات
ونبحث عن تفسيرها وإعجازها البياني أو العلمي أو التشريعي
يروى عن الصدّيق أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يبكي إذا قرأ قوله تعالى (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
وكان عمر رضي الله عنه يخشع إذا قرأ ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله .. الآية)
نحن نقرأ ونسمع هاتين الآيتين لكن لا نستشعر معانيها مثل صاحبي رسول الله عليه السلام
فالصدّيق رضي الله عنه يستشعر حزن نبي الله على ولده يوسف ويرى الموقف أمام عينيه فيستدعيه موقف نبي الله وما وصل إليه للبكاء
كذلك الآية الثانية فعمر رضي الله عنه كتلميذ في مدرسة محمد عليه السلام
وكرجل عربي فصيح يستشعر الموقف من كلمات الآية ويدرك تماما حالة يعقوب عليه السلام
ويتذكر أن لا ملجأ إلا إلى الله فيخشع لعظمة خالقه .
و لعلنا صادفنا أئمة يخشعون في آيات ونحن فاتحين أفواهنا
نسبح ولا نعلم معنى الآيات والتنزيل الحكيم وربما اتهمنا الشيخ بالمبالغة !!
لهذا فإن أفضل المقرئين من يعرف متى يرفع صوته بالقراءة ومتى يخفضه متى يكرر الآية
يعطي المد حقه ويعلم أن التجويد سر من أسرار تدبر القرآن وسبب للتأثر بآياته وأحكامه .
منقول
مواقع النشر (المفضلة)