السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمداً رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وبعد :

القرآن كله عظات وكله خير وبركة ومن اشتغل بالقرآن كماقال الامام الشنقيطي.

عمته البركة والخير كما قال تعالى " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "..

فاللبيب هو من تدبر هذا الكتاب ،وليس اللبيب من رفع أرصدته أو ترقى بالمناصب فالمناصب ليس تعدل

عند الله شيئا إذا لم تكن مناصب إيمانية ..

وكثير من البشر تأثروا لآية أو سورة فانقلبت حياتهم من حياة البئس والشقاء ومن التعاسة إلى السعادة والإيمان العظيم بالله ..

فهذا الفضيل بن عياض حركته آية بعد أن كان قاطع طريق فجعلت منه إمام خير وهدى فبينما كان

يتسلق جدار بيت وهو ذاهب لمعصية الله صك سمعه صوت عجيب يهدر بالقرآن ويقول :

" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ

أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ".

فترك الفضيل شغله وعمله،، وانطلق وهو يقول: بلى قد آن.. بلى قد آن..

هؤلاء هم سلف الأمة حركتهم الآيات فجعلت منهم أئمة وأنا أعرف أ ن كثيرا

منا قد حركت قلوبهم آيات من القرآن ..وأنا أعرف أن القرآن كله مؤثر ومحرك للقلوب ولكن ربما

استوقفتك آية أوجزء منها فأكثرت من تردادها وجعلت في قلبك أثرا عميقا..

فما هي هذه الآية..؟

من الآيات العظيمة التي حركتني وتخجلني هو قوله تعالى:

" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

فالله ينادينا بلفظ العبودية ... ويقول " يَا عِبَادِيَ " ... ويقول " لَا تَقْنَطُوا " .

فمن نحن لكي نعصي خالقنا !!!

فنحن نعب الذنوب تلو الذنوب ونبارز علام الغيوب ..ونستمر مع علمنا بأن الله يغضب ونفرح بالمعاصي مع علمنا بأن الله يكره ذلك ..فيامن سبق عفوه غضبه اعف عنا فإنك أنت الغفور الرحيم .


فأتمنى ان تشاركوني بهذا ...


والحمد لله رب العالمين