+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9
  1. #1
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    37
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12793

    افتراضي حروف تبحث عن أهلها

    حروف تبحث عن أهلها


    ابدأ وعينك على النهاية .. واجعل الإخلاص ملاذك

    كن فطناً وإياك والابتعاد عن أهداف المقالة.. فما أتتك الحروف متجاذبة متتابعة إلا وترجو أن تكون كالبدر بين السائرين، رقماً لا يستهان به، رجل قمة في مجالك ، قائداً في هذه الحياة :

    قد رشحوك لأمر لو فطنت له ****فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

    وإياك والرضى بالدون فمن كمال العقل علو الهمة:

    ولم أر في عيوب الناس عيباً **** كنقص القادرين على التمام

    فإلى مسارب الريادة وخطوات القيادة :

    الخطوة الأولى : تصفية العمل

    هي كما يطلق عليها "الراشد" النية الحرة ، وكأنها حرة مما يقيد غيرها من الأهواء والأطماع والمصالح ، لم يستعبدها درهم ولا دينار ولا جمال فاتنة بغنجها ودلالها ، ولم تكن رقيقاً لمنصب أو لشهوة .
    فينبغي على الداعي إلى الله - سبحانه - أن يستحضر النية في كل سكنة وخطوة يخطوها نية صالحة يتطلع فيها إلى الأجر العظيم والثواب الجزيل. قال تعالى: { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ النحل ] .

    ولعل من أبرز مفاتيح نجاح عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - في كونه أحد مجددي أمر دين هذه الأمة ، ما ذكره عنه ابن عمه الخليفة هشام بن عبد الملك عندما قال: " ما أحسب عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية " .

    والنية الخالصة تطلق اللسان بفصيح العبارة ودرر الحكمة ، فما خرج من القلب وصل إلى القلب

    قال مكحول :

    " ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه " .

    فبصفاء النية يحرك الخطباء والمحاضرون الجماهير الهادرة نحو شرع الله ، وتحقق الدعوات التغيير والتمكين والريادة وقيادة المجتمعات ، عندما يتعاهد الرجال على إفراد الحق سبحانه بالقصد .
    هذه القاعدة العظيمة {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [ البينة 5 ] تنطلق من التعبد لله في جميع الأحوال بإخلاص خالص لرب العزة والجلال ، يتعاهدها المربون فيمن وقع عليهم الانتقاء لقيادة هذه الحياة ، فتكون مشكاة الإخلاص حارسة حافظة دافعة ، تحرس الدعاة من الذوبان والانزلاق في عالم الشهوات والإغراقات التي تقدم لهم عند الظهور والبروز ، ويبقى في قمة الاستعلاء والتميز باقتدائه بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - والعزة بهذا الدين ، ويطهر من التشبه، ويستصغر حياة التهافت على هذه العجوز الشمطاء، وتحفظ الصف من فتن التمزيق والتناحر والتباغض والتحريش وسوء الظن وهوى النفس الذي يقدم الذات على الحق.

    قال أبو سليمان الداراني:

    " إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء " .

    كما أن هذه القاعدة العظيمة تدفع الرجال نحو المعالي بغية الأجر والثواب من الله، وتجويد التربية، وإجادة فن القيادة للعودة بالأمة إلى إسلامها، فما أجمل أن يتحرك الداعي مع الله، لا يطلب على عمله شاهداً غير الله ..

    مع الله في سبحات الفكر **** مع الله في لمحات البصر

    مع الله حال احتدام الخطر **** مع الله في الرهط والمؤتمر

    مع الله في حب أهل التقى **** مع الله في كره من قد فجر

    فالإخلاص لله وحده هو ملاذ المؤمن وزاده في حال الفتن، إخلاص يدفعه إلى البعد عنها، وكذا التجرد والصبر في المحن.

    الخطوة الثانية: همة المبادأة وعزيمة المبادرة

    إنها الشكوى المريرة التي بثها أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقلب عينيه بحثاً عن الرجال وأي رجال! أصحاب الهمم والعزمات، ثم ينفث زفرة المتأمل "أشكو جلد الفاجر وعجز الثقة". فكثير من أصحاب المهارات والإمكانات من الثقات ؛ لكنهم أخلدوا إلى الأرض وركنوا إلى الدنيا، وما صدهم عن العمل لهذا الدين إلا الخوف أو الغفلة أو الشهوات أو الشبهات..في الوقت الذي ترى فيه أرباب الباطل في كل موقع يصبر بعضهم بعضاً، ويسيرون في غيهم، ومكرهم بجلد{وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد } [ سورة ص ] .

    تبلد في الناس حب الكفاح **** ومالوا لكسب وعيش رتيب

    يكاد يزعزع من همتي **** سدور الأمين وعزم المريب

    هُم القوم

    يأبى الداعي إلى الله إلا أن يحلق في عالم الحرية ، بعدما رأى الجموع من حوله تتلذذ بقيود الرق ، تدفعه همته وعزيمته إلى أن يكون من أصحاب الدار التي تمنى لها الفاروق - رضي الله عنه - أن تمتلئ برجال كأبي عبيدة بن الجراج - رضي الله عنه -.. يرفع يديه إلى السماء يسأل الله خالقه أن يكون من تلك الطائفة التي بشر بها المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ، فتبرق عينه نحوهم ، ويلوذ بالبقية الباقية من أهل الإيمان العاملين لهذا الدين ورثة الأنبياء والمرسلين، فيشحذ من عزمهم ، ويسارع في الخيرات معهم { ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين } [ آل عمران ] .

    يقول الإمام القرطبي - رحمه الله - : يسارعون في الخيرات التي يعملونها غير متثاقلين .

    وقد تربى أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على المنافسة في الخيرات . كيف لا والله سبحانه يقول: { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [ المطففين ] .

    يقول عمر بن الخطاب في أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: "والله ما سابقته إلى خير إلا سبقني إليه".

    هي الحياة ولذة العيش في التسابق والتنافس، والمبادرة نحو إثراء حياتك في جميع الجوانب ، وبما يجب أن تزيد به حصيلة تجاربك ، فتعلنها مدوية أنك هاهنا صانع لهذه الحياة ، وتملك زمام المبادرة ، وتتوثب لمقارعة الباطل .

    فليعلم الفجار أني هاهنا **** لن أنحني لن أتثني لن أركنا

     
  2. #2
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    37
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12793

    افتراضي حروف تبحث عن أهلها

    حروف تبحث عن أهلها


    ابدأ وعينك على النهاية .. واجعل الإخلاص ملاذك

    كن فطناً وإياك والابتعاد عن أهداف المقالة.. فما أتتك الحروف متجاذبة متتابعة إلا وترجو أن تكون كالبدر بين السائرين، رقماً لا يستهان به، رجل قمة في مجالك ، قائداً في هذه الحياة :

    قد رشحوك لأمر لو فطنت له ****فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

    وإياك والرضى بالدون فمن كمال العقل علو الهمة:

    ولم أر في عيوب الناس عيباً **** كنقص القادرين على التمام

    فإلى مسارب الريادة وخطوات القيادة :

    الخطوة الأولى : تصفية العمل

    هي كما يطلق عليها "الراشد" النية الحرة ، وكأنها حرة مما يقيد غيرها من الأهواء والأطماع والمصالح ، لم يستعبدها درهم ولا دينار ولا جمال فاتنة بغنجها ودلالها ، ولم تكن رقيقاً لمنصب أو لشهوة .
    فينبغي على الداعي إلى الله - سبحانه - أن يستحضر النية في كل سكنة وخطوة يخطوها نية صالحة يتطلع فيها إلى الأجر العظيم والثواب الجزيل. قال تعالى: { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ النحل ] .

    ولعل من أبرز مفاتيح نجاح عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - في كونه أحد مجددي أمر دين هذه الأمة ، ما ذكره عنه ابن عمه الخليفة هشام بن عبد الملك عندما قال: " ما أحسب عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية " .

    والنية الخالصة تطلق اللسان بفصيح العبارة ودرر الحكمة ، فما خرج من القلب وصل إلى القلب

    قال مكحول :

    " ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه " .

    فبصفاء النية يحرك الخطباء والمحاضرون الجماهير الهادرة نحو شرع الله ، وتحقق الدعوات التغيير والتمكين والريادة وقيادة المجتمعات ، عندما يتعاهد الرجال على إفراد الحق سبحانه بالقصد .
    هذه القاعدة العظيمة {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [ البينة 5 ] تنطلق من التعبد لله في جميع الأحوال بإخلاص خالص لرب العزة والجلال ، يتعاهدها المربون فيمن وقع عليهم الانتقاء لقيادة هذه الحياة ، فتكون مشكاة الإخلاص حارسة حافظة دافعة ، تحرس الدعاة من الذوبان والانزلاق في عالم الشهوات والإغراقات التي تقدم لهم عند الظهور والبروز ، ويبقى في قمة الاستعلاء والتميز باقتدائه بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - والعزة بهذا الدين ، ويطهر من التشبه، ويستصغر حياة التهافت على هذه العجوز الشمطاء، وتحفظ الصف من فتن التمزيق والتناحر والتباغض والتحريش وسوء الظن وهوى النفس الذي يقدم الذات على الحق.

    قال أبو سليمان الداراني:

    " إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء " .

    كما أن هذه القاعدة العظيمة تدفع الرجال نحو المعالي بغية الأجر والثواب من الله، وتجويد التربية، وإجادة فن القيادة للعودة بالأمة إلى إسلامها، فما أجمل أن يتحرك الداعي مع الله، لا يطلب على عمله شاهداً غير الله ..

    مع الله في سبحات الفكر **** مع الله في لمحات البصر

    مع الله حال احتدام الخطر **** مع الله في الرهط والمؤتمر

    مع الله في حب أهل التقى **** مع الله في كره من قد فجر

    فالإخلاص لله وحده هو ملاذ المؤمن وزاده في حال الفتن، إخلاص يدفعه إلى البعد عنها، وكذا التجرد والصبر في المحن.

    الخطوة الثانية: همة المبادأة وعزيمة المبادرة

    إنها الشكوى المريرة التي بثها أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقلب عينيه بحثاً عن الرجال وأي رجال! أصحاب الهمم والعزمات، ثم ينفث زفرة المتأمل "أشكو جلد الفاجر وعجز الثقة". فكثير من أصحاب المهارات والإمكانات من الثقات ؛ لكنهم أخلدوا إلى الأرض وركنوا إلى الدنيا، وما صدهم عن العمل لهذا الدين إلا الخوف أو الغفلة أو الشهوات أو الشبهات..في الوقت الذي ترى فيه أرباب الباطل في كل موقع يصبر بعضهم بعضاً، ويسيرون في غيهم، ومكرهم بجلد{وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد } [ سورة ص ] .

    تبلد في الناس حب الكفاح **** ومالوا لكسب وعيش رتيب

    يكاد يزعزع من همتي **** سدور الأمين وعزم المريب

    هُم القوم

    يأبى الداعي إلى الله إلا أن يحلق في عالم الحرية ، بعدما رأى الجموع من حوله تتلذذ بقيود الرق ، تدفعه همته وعزيمته إلى أن يكون من أصحاب الدار التي تمنى لها الفاروق - رضي الله عنه - أن تمتلئ برجال كأبي عبيدة بن الجراج - رضي الله عنه -.. يرفع يديه إلى السماء يسأل الله خالقه أن يكون من تلك الطائفة التي بشر بها المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ، فتبرق عينه نحوهم ، ويلوذ بالبقية الباقية من أهل الإيمان العاملين لهذا الدين ورثة الأنبياء والمرسلين، فيشحذ من عزمهم ، ويسارع في الخيرات معهم { ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين } [ آل عمران ] .

    يقول الإمام القرطبي - رحمه الله - : يسارعون في الخيرات التي يعملونها غير متثاقلين .

    وقد تربى أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على المنافسة في الخيرات . كيف لا والله سبحانه يقول: { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [ المطففين ] .

    يقول عمر بن الخطاب في أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: "والله ما سابقته إلى خير إلا سبقني إليه".

    هي الحياة ولذة العيش في التسابق والتنافس، والمبادرة نحو إثراء حياتك في جميع الجوانب ، وبما يجب أن تزيد به حصيلة تجاربك ، فتعلنها مدوية أنك هاهنا صانع لهذه الحياة ، وتملك زمام المبادرة ، وتتوثب لمقارعة الباطل .

    فليعلم الفجار أني هاهنا **** لن أنحني لن أتثني لن أركنا

     
  3. #3
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    37
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12793

    افتراضي حروف تبحث عن أهلها

    حروف تبحث عن أهلها


    ابدأ وعينك على النهاية .. واجعل الإخلاص ملاذك

    كن فطناً وإياك والابتعاد عن أهداف المقالة.. فما أتتك الحروف متجاذبة متتابعة إلا وترجو أن تكون كالبدر بين السائرين، رقماً لا يستهان به، رجل قمة في مجالك ، قائداً في هذه الحياة :

    قد رشحوك لأمر لو فطنت له ****فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

    وإياك والرضى بالدون فمن كمال العقل علو الهمة:

    ولم أر في عيوب الناس عيباً **** كنقص القادرين على التمام

    فإلى مسارب الريادة وخطوات القيادة :

    الخطوة الأولى : تصفية العمل

    هي كما يطلق عليها "الراشد" النية الحرة ، وكأنها حرة مما يقيد غيرها من الأهواء والأطماع والمصالح ، لم يستعبدها درهم ولا دينار ولا جمال فاتنة بغنجها ودلالها ، ولم تكن رقيقاً لمنصب أو لشهوة .
    فينبغي على الداعي إلى الله - سبحانه - أن يستحضر النية في كل سكنة وخطوة يخطوها نية صالحة يتطلع فيها إلى الأجر العظيم والثواب الجزيل. قال تعالى: { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ النحل ] .

    ولعل من أبرز مفاتيح نجاح عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - في كونه أحد مجددي أمر دين هذه الأمة ، ما ذكره عنه ابن عمه الخليفة هشام بن عبد الملك عندما قال: " ما أحسب عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية " .

    والنية الخالصة تطلق اللسان بفصيح العبارة ودرر الحكمة ، فما خرج من القلب وصل إلى القلب

    قال مكحول :

    " ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه " .

    فبصفاء النية يحرك الخطباء والمحاضرون الجماهير الهادرة نحو شرع الله ، وتحقق الدعوات التغيير والتمكين والريادة وقيادة المجتمعات ، عندما يتعاهد الرجال على إفراد الحق سبحانه بالقصد .
    هذه القاعدة العظيمة {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [ البينة 5 ] تنطلق من التعبد لله في جميع الأحوال بإخلاص خالص لرب العزة والجلال ، يتعاهدها المربون فيمن وقع عليهم الانتقاء لقيادة هذه الحياة ، فتكون مشكاة الإخلاص حارسة حافظة دافعة ، تحرس الدعاة من الذوبان والانزلاق في عالم الشهوات والإغراقات التي تقدم لهم عند الظهور والبروز ، ويبقى في قمة الاستعلاء والتميز باقتدائه بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - والعزة بهذا الدين ، ويطهر من التشبه، ويستصغر حياة التهافت على هذه العجوز الشمطاء، وتحفظ الصف من فتن التمزيق والتناحر والتباغض والتحريش وسوء الظن وهوى النفس الذي يقدم الذات على الحق.

    قال أبو سليمان الداراني:

    " إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء " .

    كما أن هذه القاعدة العظيمة تدفع الرجال نحو المعالي بغية الأجر والثواب من الله، وتجويد التربية، وإجادة فن القيادة للعودة بالأمة إلى إسلامها، فما أجمل أن يتحرك الداعي مع الله، لا يطلب على عمله شاهداً غير الله ..

    مع الله في سبحات الفكر **** مع الله في لمحات البصر

    مع الله حال احتدام الخطر **** مع الله في الرهط والمؤتمر

    مع الله في حب أهل التقى **** مع الله في كره من قد فجر

    فالإخلاص لله وحده هو ملاذ المؤمن وزاده في حال الفتن، إخلاص يدفعه إلى البعد عنها، وكذا التجرد والصبر في المحن.

    الخطوة الثانية: همة المبادأة وعزيمة المبادرة

    إنها الشكوى المريرة التي بثها أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقلب عينيه بحثاً عن الرجال وأي رجال! أصحاب الهمم والعزمات، ثم ينفث زفرة المتأمل "أشكو جلد الفاجر وعجز الثقة". فكثير من أصحاب المهارات والإمكانات من الثقات ؛ لكنهم أخلدوا إلى الأرض وركنوا إلى الدنيا، وما صدهم عن العمل لهذا الدين إلا الخوف أو الغفلة أو الشهوات أو الشبهات..في الوقت الذي ترى فيه أرباب الباطل في كل موقع يصبر بعضهم بعضاً، ويسيرون في غيهم، ومكرهم بجلد{وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد } [ سورة ص ] .

    تبلد في الناس حب الكفاح **** ومالوا لكسب وعيش رتيب

    يكاد يزعزع من همتي **** سدور الأمين وعزم المريب

    هُم القوم

    يأبى الداعي إلى الله إلا أن يحلق في عالم الحرية ، بعدما رأى الجموع من حوله تتلذذ بقيود الرق ، تدفعه همته وعزيمته إلى أن يكون من أصحاب الدار التي تمنى لها الفاروق - رضي الله عنه - أن تمتلئ برجال كأبي عبيدة بن الجراج - رضي الله عنه -.. يرفع يديه إلى السماء يسأل الله خالقه أن يكون من تلك الطائفة التي بشر بها المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ، فتبرق عينه نحوهم ، ويلوذ بالبقية الباقية من أهل الإيمان العاملين لهذا الدين ورثة الأنبياء والمرسلين، فيشحذ من عزمهم ، ويسارع في الخيرات معهم { ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين } [ آل عمران ] .

    يقول الإمام القرطبي - رحمه الله - : يسارعون في الخيرات التي يعملونها غير متثاقلين .

    وقد تربى أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - على المنافسة في الخيرات . كيف لا والله سبحانه يقول: { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [ المطففين ] .

    يقول عمر بن الخطاب في أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: "والله ما سابقته إلى خير إلا سبقني إليه".

    هي الحياة ولذة العيش في التسابق والتنافس، والمبادرة نحو إثراء حياتك في جميع الجوانب ، وبما يجب أن تزيد به حصيلة تجاربك ، فتعلنها مدوية أنك هاهنا صانع لهذه الحياة ، وتملك زمام المبادرة ، وتتوثب لمقارعة الباطل .

    فليعلم الفجار أني هاهنا **** لن أنحني لن أتثني لن أركنا

     
  4. #4
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    51
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26548

    افتراضي مشاركة: حروف تبحث عن أهلها

    بارك الله فيك أختى الكريمة
    جزاك الله خير الجزاء

     
  5. #5
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    51
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26548

    افتراضي مشاركة: حروف تبحث عن أهلها

    بارك الله فيك أختى الكريمة
    جزاك الله خير الجزاء

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك