إلى السائرين إلى الله ، بالله ، وفى الله إلى أصحاب القلوب

الطيبة المطمئنة بالله ...

إلى أهل النصيحة الذين حملوا هم الدين ، وأضناهم التواء أقوامهم ، فصابروهم ، إلى كل محسن إلى نفسه بعنايته بغيره ، فلا هو مع نفسه غافل ولا مع غيره مقصر ، وهو فى كل ؛ فى الله واثق ، وعليه متوكل ...

إلى هذه الأمة الشريفة التى يراد هزيمتها وقهرها ، وصدها عن السبيل

لكن ...

لازال فيهم من الخير ما يغاظ به المجرمون وعندهم من بقايا الدين ما به إلى الله يرجعون .

فهم واحة الفكر فى صحراء التيه والغفلة ، وجزيرة النور كلمة بحر الكفر إليكم جميعا _ حبا .. نصحا .. حرصا أهدى هذا الكتاب راجيا من الله لمقيده القبول ومن أهلا وأمته وإخوانه الدعاء .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله .

} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ { [ آل عمران/102 ]

} يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا { [ النساء/1 ]

} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا { [ الأحزاب/70 ]

أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدى هدى محمد r وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار .

فقد قال رسول الله r " الدين النصيحة " قالها ثلاثا ، قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " ، والنصيحة دليل المحبة وعنوان الدين وشرف المؤمن ، وما زل القوم إلا بسبب تركهم الدين ،ومن جملة ما تركوا النصيحة !! فللهم رد المسلمين إليك ردا حميدا رشيدا ، وبارك اللهم فيهم .

ولما أظلنا هذا الشهر المبارك - وهو موسم من مواسم الخير وتحصيله - وجاشت فيه الأرواح تواقة إلى رضوان باريها وطاعة مليكها ، أردت أن أبتهل هذه المناسبة ، وأقتنص هذه الفرصة الإيمانية لأقدم لمن أحب من عموم المسلمين وخاصتهم - ويشهد الله أنى أدينه سبحانه بحبى لكل من انتسب بصدق إلى الإسلام - هذا الكتاب راجيا من الله ثوابه ، وداعيا الله أن ينفع به ، وأن يكون ثقلا فى الميزان وكفاره عن السيئات ، وحسبى أنى ما أقدمت عليه زاعما جديدا ، ولا آتيا بما لم يأت به أحد من العالمين !!.

لكن أردت الخير والنصح ، وهذا ما أرجوه وأبتغيه .

وقد قسمت هذا الكتاب إلى ثمانية أقوال ، عالج كل قول منها موضوعا يحتاج إليه ، سواء أكان شرعيا أم شرعيا عرفيا ، وكان حرصى أن تكون العبارة سهلة ميسورة ، غير غارق فى الخلافات الفقهية ، متخيرا ما يكون ألصق بالدليل أو كان أقرب إليه ، كذلك كانت الاستفادة بفتاوى أهل العلم المتقدين كابن تيمية واللاحقين لاسيما ابن باز وابن عثيمين .

الله أسألن أن يجعل هذا العمل صالحا ، ولوجهه خالصا وأن لا يجعل لأحد فيه شيئا ، اللهم ظلمت نفسى ظلما كثيرا فاغفر لى ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، والحمد الله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا ، وصل اللهم وسلم وبارك على النبى محمد r وعلى آله وصحبه وسلم .

القول الأول : معنى رمضان :

فى اللغة : رمضان وصف من الفعل " رَمِض " الصائم الصائِمُ : إذا اشتد الحر جوفه من شدة العطش .

وفى الشرع :التعبد إلى الله تعالى بترك المفطرات ؛ وهى :الأكل والشرب والجماع ، وما كان فى معنى ذلك

جميعا ؛ كالحقن الغذائية التى تقوم مقام الأكل والشرب ، وكالاستمناء ولو بدون جماع ، ترك ذلك جميعا من مطلع الفجر الصحيح الصادق إلى غروب الشمس .

القول الثانى : مشروعية صيام رمضان :

صوم رمضان أحد مبانى الدين وأركانه وفرائضه العظام ، قال عبد الله بن عمر قال رسول الله r " بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ". وقال تعالى } فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ { [ البقرة/185 ] وكتب الله تعالى الصيام ؛ أى فرضه ـ كما كتبه على من قبلنا ، قال تعالى} كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { [ البقرة /183] .

القول الثالث : كيف يثبت صوم رمضان :

يثبت الصوم وأيضا العيد بالرؤيا العينية للهلال ؛ لقوله r" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم [ أى لم تروا هلال رمضان ] فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما ".

*وفى هذا الحديث رد على من عَوَّل بتقدير على الحساب بتقدير المنازل .

*وستحب لمن استقبل هلال رمضان أن يدعو بما ثبت عن رسول الله r " اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربى وربك الله "

القول الرابع : متى فرض صوم رمضان :

السنة الثانية من الهجرة ، وقد صام رسول لله r` تسع سنين .

القول الخامس : فضل الصوم وفوائده لاسيما رمضان :

1ـ فيه الخير قال تعالى } وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ { [ البقرة /184 ] .

2ـ المباعدة عن النار: عن أبى سعيد الخدرى t قال سمعت رسول الله r يقول : " من صام يوما

فى سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا - أى عاما ".

3ـ أعظم ما ينتفع . به المسلم ويدخل به الجنة : عن أبى أمامة t قال : قلت يا رسول الله ، مرنى بأمر ينفعنى الله به ، قال : عليك بالصيام ، فإنه لا مثيل له " .

وفى لفظ يا رسول الله ، دلنى على عمل أدخل به الجنة ، قال : عليك بالصوم فإنه لا مثيل له " .

4ـ من مات فى رمضان دخل الجنة . قال رسول الله r " من ختم له بصيام يوم دخل الجنة " . وبعضد هذا أيضا فوله r للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح ، وإذا لقى ربه فرح بصومه " .

5ـ تغفر به الذنوب : عن أبى هريرة t قال : قال رسول الله r "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

6ـ يشفع الصوم للصائم يوم القيامة : عن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله r قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أى رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فيه ، قال : فيشفعان " .

7ـ رمضان إلى رمضان يكفر الذنب بينهما ما لم يكن كبيرة : عن أبى هريرة t أن رسول الله r قال : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهم إذا اجتنب الكبائر " .

8ـ يجاب فيه الدعاء وتقيد الشياطين : عن إبى هريرة t قال : قال رسول الله t " إذا دخل شهر رمضان فُتِّحت أبواب السماء [ وفى لفظ الجنة ] وسلسلت الشياطين " . وعن أبى هريرة t قال : قال رسول الله r "ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوه المظلوم ، ودعوه المسافر " .

9ـ يرحم الله من شاء فيعتقهم ويستجيب لدعائهم . لقوله r " إن لله عتقاء فى كل يوم وليلة ، لكل عبد منهم دعوة مستجابة " ـ يعنى فى رمضان ـ .

10 ، 11 ، 12ـ يقع جزاؤه على الله ، وأنه وقاية وستر ستر للصائم ، وأن الله يحب رائحة فم الصائم : وهذه الفضائل الطيبة مجتمعة فى حديث أبى هريرة t قال : قال رسول الله r : قال الله عز وجل : كل عمل امن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به ، والصيام جُنَّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث(*) ولا تصخب(**) ، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إنى امرؤ صائم ، والذى نفس محمد بيده لخلوف(***) فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحُهُما ، إذا أفطر فرح ، وإذا لقى ربه فرح بصومه " .

(*) يرفث : يفحش فى كلامه أو يأتى النساء.

(**) يصخب : يرفع صوته ويأتى بأفعال السفهاء.

(***) خلوف : تغير رائحة فم الصائم بسبب الصوم .

13ـ يدخل الصائم الجنة من باب الريان : لقوله r " ... ومن كان من أهل الصيام دُعِى من باب الريان " ـ اللهم اجعلنا منهم ـ . وتأمل تسمية هذا الباب بالريان " ، وصف من " الرى " وهذا يناسب ما كابدوه من العطش فى الدنيا ، فلهم الرى التام فى الآخرة .

14ـ تضاعف فيه الطاعات وتفضل لاسيما العمرة : لقوله r " عمرة فى رمضان تعدل حجة ، أو قال : حجة معى ".

15ـ الصوم المتقبل يورث التقوى: وهى تعظيم اللع تعالى بتعظيم شعائره ، والصوم شعيرة من شعائر الإسلام ، قال تعالى : } وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ { [ الحج /32 ] .

16ـ يوفى الصائم أحره بغير حساب : فهو مجاهد شهوته ، صابر على جوعه ، صابر على شهوته ، وقال تعــــــالى } إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ { [ الزمر/10 ] وهم الصائمون فى أكثر أقوال أهل العلم " .

17ـ تقر عين الصائم يوم القيامة } فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { [ السجدة/17 ] قيل : كان عملهم الصيام .

18ـ يهذب الشهوة فك ينحرف صاحبه : لقوله r " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أعض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء(*) " .

(*) وجاء ؛ أى وسيلة إلى طهارته وعفته .

19ـ ومن فضائل الصوم الطيبة ، أنه يقى الجسم من الزوائد والرواسب ؛ ذلك أن الجسم فى حالة الصوم يبدأ باستهلاك المواد الغذائية المخزونة فيه ، فإذا نفدت يبدأ فى استهلاك أو إحراق أنسجته الداخلية ... وبهذه النظرية يكون الصوم وقاية للجسم من كثير من الزيادات مثل الحصوة ، والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية وأنواع البروز ، والأكياس الدهنية ، وأيضا الأورام الخبيثة .

أيضا الصوم مفيد لمرضى السكر .؛ ذلك أن كمية السكر فى الدم تقل بسبب الصوم إلى أدنى المعدلات ، وهذا يعطى غدة البنكرياس فرصة للراحة ، فالبنكرياس هو المسئول عن إفراز مادة الأنسولين التى تحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تترسب وتخزن فى الأنسجة ، فالطعام باستمرار قد يرهق البنكرياس ويزيد من إفراز مادة الأنسولين فيتراكم السكر فى الدم وتزداد معدلاته سنه بعد أخرى حتى يظهر مرض السكر ، وخير حماية للبنكرياس ؛ اجتناب مرض السكر ـ بإذن الله ـ هو الصوم المعتدل .

والصوم مفيد للمعدة ؛ إذا تخلو المعدة تماما من الطعام ساعات طويلة فى اليوم الواحد ولمدة شهر كمل ، مما يعطى المعدة فرصة للراحة وعدم الإرهاق .

والصوم مفيد للأمعاء ، فتستريح الأمعاء والمصران الغليظ من الطعام المتراكم وتستطيع الأمعاء بسهولة امتصاص الطعام أو التخلص منه ؛ مما يخلص الصائم من الغازات والتقلصات الناجمة عن التخمة وسوء الهضم والتخمر .

والصوم مفيد للوقاية من مرض النقرص ، وهو المسمى بمرض الأغنياء ، وسبب الإكثار من اللحوم ، وعندئذ تزداد .كمية أملاح البول فى الدم ، ثم تترسب فى العضلات ، فتسبب آلاما تشبه الروماتزم ، أو تترسب فى الكلى فتسبب الحصوة ، أو تترسب فى المفاصل الصغيرة فتسبب تورمها .

وهذا بعض من كل ، وغيض من فيض ، وسبحان من شرع الصوم ، وسبحان من جعل صومه خيرا لنا !!

القول السادس : أحكام يحتاجها الصائم فى سؤال وجواب (*) :

(*) هذا المبحث مستفاد من تحصيل القراءات لعديد من المصادر والمراجع مثل : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ـ وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية ـ وفتاوى ابن باز ـ وفتاوى ابن عثيمين ـ وفتاوى علماء البلد الحرام ، إعداد خالد الجريسى ـ وكتاب أخينا الماتع أحمد حطيبة وهو الجامع لأحكام الصيام وأعمال شهر رمضان ـ ومن كتب الفقه نيل الأوطار للشوكانى ، سبل السلام للصنعانى ، والروضة الندية لصديق حسن خان وغيرها من الكتب .

س1. ما معنى النية فى الصوم ؟ وهل يتلفظ بها ؟

ج1. النية شرعا بمعنى القصد ، وهى تتبع العلم ، فمن علم أن غدا رمضان وبَيَّت النية بالليل عازما صوم هذا اليوم ، فهذا هو الصحيح لقوله r " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له " . ومن قام للسحور فهذه نية صحيحة ، ومن أمسك نهاره فنيته صحيحة عند من لم يوجب تبيت النية ، والأصح ـ كما قلت ـ تبيت النية اتباعا للنص .

س2. من قام من نومه فأكل أو شرب جاهلا طلوع الفجر هل يفطر أم يصوم ؟

ج2. إذا كان جهله طلوع الفجر دور استخفاف أو استهتار ، فليتم صومه ، وصومه صحيح من غير إثم و لا قضاء ، أما المستهتر ، فصومه فاسد ويجب عليه أن يمسك بقية يومه مع قضاء يوم آخر بعد العيد.

س3. من أكل أو شرب ناسيا ، ما حكمه ؟

ج3. بتم صومه ، وصومه صحيح ، ولا قضاء عليه .

س4. سائق يحتاج أحيانا إلى شفط البنزين بفمه ، فربما يدخل فيه شىء من هذا البنزين إلى حلقه . فما حكم صومه ؟

ج4. من ذهب إلى حلقه شىء كالماء أو البنزين دون قصد فصومه صحيح غير فاسد.

س5. ربما يحتاج الصائم أن يبل شفتيه بسبب تشققهما ، فما حكم ذلك ؟

ج5. لا بأس بذلك وصومه صحيح .

س6: من قام من نومه فى نهار رمضان وهو جنب ، فماذا يفعل ؟

ج6. يغتسل ، ويتم صومه ، وصومه صحيح .

س7. ما حكم استعمال السواك في نهار رمضان ؟

ج7. لا بأس باستعماله فى نهار رمضان حتى بعد العصر إلى عند الغروب ؛ إلا أن يكون له طعم وأثر فى الريق (سواك بالنعناع / سواك بالقرنفل ... ) فالأحوط أن لا تبلع طعمه ، أما ما يقال بأنه لا يجوز ؛ لأنه r قال : الخلوف فم الصائم أحب إلى الله من ريح المسك ، فإن تغير الرائحة [ وهى الخلوف ] لا تكون فى الأسنان ، ولكنها تكون فى الجوف ومنه .

س8. ما حكم استعمال معجون الأسنان فى نهار رمضان ؟

ج8. لا بأس به ما لم ينزل على المعدة / والأولى عدم استعماله إلا بع الفطر لما له من طعم نفاذ قد ينفذ إلى المعدة والإنسان لا يشعر .

س9. ما حكـم نزول الدم اليسير من اللثة عند التسوك أو هكذا بدون سبب فى نهار رمضان ؟

ج9. إذا كنت لا تستطيع الاحتراز منه نصومك صحيح ، لما فى إزالته من المشقة ، وعدم وجود قصد فى بلعه .

س10. ما حكم بقايا الطعام التى تكون بين الأسنان ؟

ج10. هذه البقايا فى خلل الأسنان من ابتلعها متعمدا أفطر ، أما إذا جرى الريق بها فبلعها بغير قصد فلا يفطر.

س11. ما حكم النخامة التى تعلق فى الحلق ولا يستطيع إخراجها فيضطر إلى بلعها ؟

ج11. ما لم تخرج النخامة إلى تجويف الفم ، وصَعُب إخراجها فلا بأس ببلعها ، أما إذا وصلت إلى تجويف الفم وتعمد بعلها فإنه يفطر .

س12. أحيانا قد تدخل بعض الحشرات الطائرة من الأنف أو الفم فتبلع ، فما حكم ذلك ؟

ج12. لا يفطر الصائم بذلك ؛ لعدم تعمد هذا ، أيضا لمشقة إخراجها.

س13. ما حكم مضغ اللبان فى نهار رمضان ؟

ج13. إذا كان له طعم فإنه يفطر ، أما إذا كان لا طعم له فإنه لا يفطر ، لكنه يكره .

س14. ما حكم تعاطى السجائر والمخدرات فى نهار رمضان زعما أنها ليست غذائية ؟

ج14. هى حـرام شرعا ويفسد الصوم بتعاطيها ؛ لوصول جرمها إلى جوف صاحبها ورئتيه .

س15. ما حكم القطرة فى العين أو الأذن ؟

ج15. لا تفسد القطرة الصوم ، حتى لو وجد الصائم طعمها فى حلقه ؛ لأنها لا تسمى أكلا ولا شربا ، ولو آخر التقطير إلى الليل لكان أحوط وأولى .

س16. ما حكم استعمال الدهانات والكريمات المرطبة للبشرة ؟

ج16. استعمال هذه الأشياء سواء كان عازلا للماء عن الوصول إلى البشرة أو كانت غير عازل لا تؤثر فى الصيام .

س17. ما حكم استعمال العطور فى نهار رمضان ؟

ج17. العطر لا يؤثر فى الصوم ، وليتم المُعطِر نفسه أو غيره صومه .

س18. حكم استعمال البخاخ لمرضى الصدر والقلب ؟

ج18. استعمال البخاخ للصائم فى نهار رمضان جائز ؛ لأن ما يُبَخ لا يصل إلى المعدة ، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنتفخ ، ويتنفس الإنسان تنفسا عاديا ، فليس فيه معنى الأكل أو الشرب .

س19. ما حكم الأقراص التى توضع تحت اللسان ؟

ج19. هذه الأقراص إن ذابت فى اللعاب ونزلت إلى المعدة فهى مفطرة ، وإن كانت تذوب فى الغشاء المخاطى المبطن للفم وتصل إلى الدم عن طريق الأوعية الدموية فلا تفطر والأولى اجتنابها إلا لضرورة .

س20. ما حكم صيام من غلبه القيء فتقيأ ؟

ج20. القىء لا يفسد الصوم إلا إذا تعمده الصائم ، وإن تعمده فسد صوم هذا اليوم ، ويتم بقية اليوم صائما ، ويلزمه قضاء يوم آخر.

س21. بعض الناس يستعمل السُّعوط (النشوق ) فما حكم هذا فى رمضان ؟

ج21. إن استنشق الصائم متعمدا هذا النشوق فوصل إلى الحلق وابتلعه الصائم أفطر .

س22. أحيانا يسيل الدم من الأنف ، أو بسبب خلع الضرس ، فهل يؤثر ذلك على الصوم ؟

ج22. نزف الدم من اللثة او عند قلع الضرس ، أو سيلانه من الأنف [ وهو ما يسمى بالرعاف ] كل هذا لا يفسد الصوم 0بل الصوم صحيح .

س23. أحيانا فى الجامعة وغيرها نذهب للتبرع بالدم ، فما حكم صوم هذا المتبرع ، وأيضا ما حكم صوم من أخذ منه دم التحليل ؟

ج23. أخذ كمية من دم الإنسان ، إذا كانت ييسره للتحليل أو لتشخيص المرض أو للتبرع : بحيث لا يضعف الجسم عند أخذها ، فإن الصوم لا يفسد بذلك ، بل هو صوم صحيح . أما إذا كانت كميه الدم المأخوذة كبيرة تُلْحق بالبدن ضعفا ، فإنه يفطر يومه هذا ، ويقضى يوما غيره بعد رمضان ؛ و هذا قياسا على الحجامة .

س24. هل تغيير الدم الفاسد بدم نقى يؤثر فى صوم المسلم ؟

ج24. الذين يغيرون دماءهم ؛ كمرضى الكلى ، إن كان هذا التغيير عارضا ثم يشفون يلزمهم قضاء هذا اليوم الذى غيروا فيه دماءهم بسبب ما يزود به من الدم النقى ، الذى يستفيد منه الجسم ، أما إذا كان هذا المريض لا مرجى برؤه وشق عليه الصوم ، فليفطر وليطعم عن كل يوم مسكنا ؛ قدر وجب غذائية واحدة على حسب حالته من الفقر أو اليسار أو التوسط .

س25. هناك الكبسولات الشرجية كمسكن ، وكذلك الأقماع المهبليه للنساء هل ذلك يفطر الصائم ؟

ج25. الكبسولات الشرجية والأقماع المهبليه لا تفطر ؛ لأن صاحبها لا يستغنى بها عن الطعام ، فهى لست بمنزله الغذاء ء كما أنها لا تصل إلى معدته .

س26. ما حكم استعمال الصائم للحقن ؟

ج26. فيها تفصل ، فالحقن على أنواع :

أ ـ الحقن العلاجية ، سواء كانت فى الوريد أو العضل ، كمضادات الالتهاب والمسكنات ... فهذه لا تفطر حتى لو وجد طعمها فى حلقه أو لم يجد.

ب ـ الحقن الإجرائية ، وهى التى تنظف داخل البدن وقاية أو تمهيدا لإجراء عملية أو نحو ذلك ؛ كالحقن الشرجية لا تفطر أيضا.

ج ـ الحقن الغذائية ، وهى التى فى حكم الغذاء ، بل قد يستغنى بها المريض عن الأكل والشرب ؛ مثل حقن الجلوكوز ، فهى مفطرة .

س27. مريض يشق عليه الصيام ماذا يفعل ؟

ج27. يفطر ، ويلزمه قضاء أيام ما أفطر فى رمضان ولا فدية .

س28. عجوز مسنة لا تطيق الصوم ، ماذا تفعل ؟

ج28. العجوز المسنة و أيضا الرجل الهرم و المريض لا يرجى برؤه ، الحق فيهم الفطر مع الفدية ، عن يوم مسكينا.

س29. السائق الذى يسافر من بلده إلى بلد ، ماذا يفعل فى رمضان ؟

ج29. هذا السائق ، وكذلك التاجر الذى عادته السفر من بلد إلى أخرى ، يجوز له الفطر وبلزمه القضاء لاسيما فى أيام الشتاء القصيرة ، وهذا كله إذا شق عليهم الصوم ، ولو قدروا على الصوم لكان أولى .

س30. من أغمى عليه بسبب شجار أو مرض ، ما حكم صيامه ؟

ج30. من زال عقله لضربه على رأسه ، أو ببنج ، أو أغمى عليه ، فهذا له أحوال هى :

أ ـ إن استمر زوال العقل طوال نهار رمضان فسد صومه وملزمه القضاء ولا إثم عليه .

ب ـ أما إذا زال العقل بمحرَّم كالخمر أو الحشيش أثم وفسد صوم هذا اليوم ويلزمه القضاء ؛ إلا إذا كان

متعمدا فعل ذلك حتى لا يصوم فهذا لا يكفيه صوم الدهر وتلزمه التوبة .

ج ـ أما إذا كان زوال العقل فى جزء من نهار رمضان دون جميعه ، أتم صومه وصومه صحيح ، ما لم يكن مزيل العقل محرما ـ والله أعلم ـ .

س31. نصرانى أشهر إسلامه فى نهار رمضان مثلا بعد الظهر . ماذا يفعل ؟

ج31. الحمد لله ، يجب عليه أن يمسك بقية هذا اليوم ، أما ما فات منه قبل إسلامه فلا يلزمه صومه ، وإن صام يوما بعد رمضان عوض هذا اليوم حَسُن .

س32. ما القول الذى ينصح به من سافر من مصر إلى السعودية مثلا أو العكس فيما يتعلق بروية هلال رمضان وأيضا هلال شوال ؟

ج32. من سافر من بلد لم يُرَ فيه الهلال إلى بلد رُئِى فيه الهلال ، يجب عليه أن يصوم ويُعَيد معهم ، أما إذا سافر من بلد رُئِى فيه الهلال إلى بلد لم يُرَ فيه الهلال فعليه أن يتم صومه ، وإذا تم الشهر ثلاثين يوما أفطر فبلهم سِرّا ثم يُعَيِّد معهم فى اليوم التالى ، وهذا لقوله r "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غُمّ عليكم فعدوا ثلاثين ثم أفطروا " .

س33. ما حكم صوم الحامل والمرضع ؟

ج33. يصح صومهما ، إلا إذا خافتا على أنفسهما أو على وليدهما ء وهناك أقوال فى هذه المسألة ، أيسرها أنهما تلحقان بالشيخ الكبير والمريض الذى لا يقدر على الصوم ، فلكل منهما أن يفطر ، وتطعم عن كل يوم مسكنا بقدر وجبه غذائية أو بقدر 3/4 ك أرز أو قمح لكل مسكين أو ما مناسب هذا زبيبا أو تمرا ، وهذا مروى عن ابن عمر وابن عباس وسعد بن جبير y .

س34. ما أحكام صيام الحائض إذا طهرت بعد الفجر ؟

ج34. الحيض : اسم يطلق على الدم الخارج من الحائض ومن النفساء ، فإذا طهرت المرأة من هذا الدم بعد الفجر مباشرة قبل أن يعم الضياء ، فلتتم صومها وصومها صحيح حتى ولو لم تغتسل ، أما إذا طهرت

بعد الفجر عند انفلاق الصبح (انتشار الضياء) أو بعده ، فلتصم بقية هذا اليوم ، ثم تقضيه يوما آخر بعد رمضان .

س35. ما حكم من غلبت شهوته فأمذى أو أنزل بملاطفة زوجته ؟

ج35. من أمذى ، فصومه صحيح ، ويغسل موضع المذى ويتوضأ ولا شىء عليه . أما من أمنى (أنزل ) بملاعبة زوجته فسد صوم هذا اليوم ، لكن يتم صومه ، ويلزمه يوما آخر بعد رمضان . وهذا أيضا حكم من استمنى بأى طريقه فأنزل ، فسد صومه ويتم صوم هذا اليوم ، ويلزمه القضاء بصوم يوم آخر.

س36. حكم من أفطر فى رمضان بجماع زوجته ؟

ج36. فسد صوم هذا اليوم لكن يمسك بقيته ، وتلزمه الكفارة ؛ وهى صوم شهرين متتابعين فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكنينا ؛ لكل مسكين وجبه مشبعة ، فإن لم يقدر تعلقت الكفارة فى ذمته لحين أن قدر عليها ؛ لأنها حق الله تعالى ، فإن دام عجزه سقطت عنه ، ويجوز مساعدته بمال الصدقة فى هذه الكفارة .

س37. ما حكم المزاح واللغو والغيبة فى نهار رمضان ؟

ج37. هذا كله من أسباب نقصان الأجر ، وذهب بعض أهل العلم أن الغيبة تفسد الصيام ، فعلى المسلم أن يتقى الله تعالى ويتجنب هذه المحاذير .

س38. حكم مشاهدة التلفاز والفيديو فى رمضان ؟

ج38. مشاهدة المناظر الخليعة وما فيه فسق أو خروج عن الشرع منقص لأجر الصائم ، فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش !!

وليتق الله الصائم أن يضيع وقته فى مثل هذه الأمور ، فالله الله يا عباد الله !!!

س39. ما حكم قضاء بعض نهار رمضان فى لعب الكرة أو التفرج عليها؟

ج39. لا نجزم بحرمة ذلك ، لكن فيه من تضيع الأوقات ما فيه ، والمسلم لا ينبغى أن يفوت رمضان دون أن يزداد قربا من الله ، وليه فالاحتراز عن هذه الأمور الأصح . والله اعلم

س40. ما حكم من أخر قضاء رمضان ؟

ج40.من آخر قضاء رمضان إلى رمضان التالى لعذر مثل المريض الذى لا يرجى برؤه ، لإنه يُكفِّر عن كل يوم إطعام مسكين ، أما إذا كان إهمالا وتفريطا ، فإنه يجمع مع القضاء الكفارة .

س41. ماذا يفعل إذا مات المسلم وعليه قضاء أيام من رمضان ؟

ج41. إن كان ترك هذه الأيام لعذر فلا قضاء ولا كفارة على ورثته ، أما إذا كان الترك تهاونا وتقصيرا فإنه يصام عنه .


القول السابع : أحسن يا عبد الله يُحسن الله إليك

يا باغى الخير أقبل ، يا باغى الخير شَمِّر ، واها لريح الجنة لو اسْتُعِدَّ لها ، أبوابٌ من الخير مفتوحة ، طرق إلى البر ـ بإذن الله تعالى ـ مضمونة ، فالحذر الحذر أن يفوتك هذا الخير فى رمضان ، وعليك أيها الحبيب أن تجِدّ فى قنص الحسنات لتعم بالرضوان ، ومن جملة هذا الخير الذى يجب عليك التدرب عليه فى رمضان :


الخير الأول : تعظيم القرآن ،

فالقرآن كلام الله ، يشرفك ربك بقراءته وتتشرف ـ أيها المسلم الحبيب ـ بقراءته ، و هو رسائل ربك إليك ، تحوى منهجه الذى يجب أن تلتزم به من: العقيدة والأحكام والأخبار ، فَحََقُّ القرآن عليك ، أن تطيع الشرع فى كيفية التعامل مع القرآن ، وذلك بالآتى:

أ ـ قراءته .قال رسول الله r : " أقرءوا القرآن ، فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه " ، وقال رسول الله r : " من سره أن يحب الله ورسوله ، فليقرأ فى المصحف " ، قال رسول الله r : " من قرأ حرفا من كتاب اللله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( الم ) حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " . وقال رسول الله r : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ، ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " .

ب ـ تَعَلُّمه ةتعليمه . فيتعلم المسلم كيف يقرأ القرآن قراءة صحيحة ، فيعطى كل حرف حقه ومستحقه من الصفات ، ويعرف الوقف والابتداء فى الآيات ، ويعرف كيف يتدبر القرآن ، وكيف يستفيد من معانيه فيعرف حلاله وحرامه ، ولا يحرف آية عن موضعها أو كلمة منه عن معناها ، بل المسلم الحق هو الذى يعمل بالقرآن ويتبع هداه ، وهذا هو المقصود من قوله تعالى } الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ { [ البقرة/121 ] ، والناس فى ذلك كلم متفاوتون ، فهناك السابق وهناك المقتصد ، ومن أجل هذا قال رسول الله r : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "

ج ـ تدبره . قالى تعالى } كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ { [ صَ/29 ] وقال تعالى } أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا { [ محمد/24 ] ، فقارئ القرآن عليه أن يتأمل ما يقرؤه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ، ثم يفكر فى تقصيره فيها ، فإن لم يَح~ضره عند ذلك الحزن وبكاء ، فلبيك على فقد ذلك ، وقد كان رسول الله r إذا مَرّ بآية خوف تعوذ ، وإذا مر بآية رحمة سأل ، وإذا مر بآية فيها تسبيح الله سبح " .

وربما تحتاج لتدبره أن تكرر الآيه أو جزءا منها عدة مرات ، حتى يصل المعنى إلى الفؤاد ، وفى كل مرة يجد القارئ معنى لطيفا منساب إلى قلبه ، فيزداد ولعا بتكرار هذه الآيه ، حتى لا يكاد يريد ترك هذه الآيه أو هذه الجملة من الآية وقد ثبت أن النبى r صلى ذات ليلة فقرأ قوله تعالى } إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { [ المائدة/18 ] فما زال يقرؤها يركع بها ويسجد حتى أصبح .

وهذا ثابت عن طائفة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كعائشة رضى الله عنها ، وسعيد بن جبير وسفيان الثورى وغيرهم كثير .

وربما يحاكم نفسه عند تكرار هذه الآية لاسيما فى ورد تدبره خارج الصلاة ؛ فعن إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت فضيلا بقول ذات ليلة ـ وهو يقرأ سورة محمد ـ وهو يبكى ويردد هذه الآية }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ{ [ محمد/31 ] و جعل يتلو : ونبلو أخباركم !! ويردد ويقول أخبارنا !! إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا ، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ، ويبكى .

د ـ مدارسته .أى تذاكر ما فيه من دلالات وحكم وفوائد ومواقف ، وهو أخص من القراءة ، ويدل عليه أن جبريل u كان يلقى رسول الله r فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن .

هـ ـ تعاهده ؛ أى المواظبة على تلاوته ومراجعة حفظ منه ، وعزم النفس وتدريبها على حسن تدبره ، هذا كله حتى لا يتفلت القرآن من صاحبه ، وهذا معنى قوله r : "تعاهدوا هذا القرآن،فوالذى نفس محمد بيده لهو أشد تَفَصِّيا(أى تفلتا)من الإبل فى عُفُلِها " .

ولذلك يشرم لك – أيها الحبيب الغالى ـ أن تقرأ القرآن حتى تختمه مره كل شهر ، ولو ختمته أكثر من مرة لكان حسنا ، يدل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو t حين قال رسول الله r : " اقرأ القرآن فى كل شهر ، قال عبد الله : إنى أطيق أكثر ، فمازال النبى r حتى قال فى ثلاث " .



الخير الثانى : مداومة الذكر والاستغفار .

قال تعالى } إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا { [الأحزاب/30] ،وقال تعالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا { [الأحزاب/42،41]، وهناك أذكار ثابتة عن النبى r فى كل الأحوال ، حتى "كان r يذكر الله تعالى على كل أحيانه " وأوصى النبى r قائلا "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله "

أما الذين لا يذكرون الله أو يقصرون فى الذكر ، فهذه علامة ردية غبر رضية قال تعالى } إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً { [ النساء/142 ] وقال r "مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه كمثل الحى والميت ".

صور الذكر متنوعة [ قراءة قرآن ـ تسبيح ـ تحميد ـ تهليل ـ تكبير ـ تذكر نعم الله وشكره عليها ـ الاستغفار ـ القيام بالواجبات الشرعية العينية كالصلاة ، والصوم ،وغيرها ـ القيام بالواجبات الشرعية الكفائية كالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى بعض صوره ، وطلب العلم ، ونحو ذلك ... ] إن الذكر بهذا المفهوم هو الدين كله ، لكن على ذكر بالذكر حتى ترقى وتصير من أهل الذكر .



الخير الثالث : التعلق بالمساجد ،

فخير البقاع المساجد ، وشر البقاع الأسواق ـ كما قال رسول الله r فالمسلم يخلع شغله ونصبه وتشتته على أعتاب المسجد ؛ ليأنس بمناجاة الله والقيام بين يده ؛ لذلك أخبر النبى r أن من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله " رجل معلق قلبه بالمساجد "

وفى عماره المسجد وملازمته دلالة على الإيمان قال ثعالى } إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ { [ التوبة/18 ]

ويُعنى بتعظيم المساجد والتعلق بها :

أ ـ المشاركة فى بناء المساجد ، قال رسول الله r " من بنى مسجد لله كمفحص قطاة [ وهو عش الحمامة ] أو أصغر بنى الله له بيتا فر الجنة " .

ب ـ كثرة الذهاب إلى المساجد ، لقوله r "من تطهر فى بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت انه ليقضى فريضة من فرائض الله ،كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة".

ج ـ انتظار الصلاة بهد الصلاة فى المسجد : قال r "من كان فى المسجد ينتظر الصلاة فهو فى صلاة ما لم يحدث " . وكان النبى r لا بقوم من مصلاه الذى بصلى فيه الفجر ـ أو الغداة ـ حنى تطلع الشمس ،

فإذا طلعت الشمس قام ، وكانوا [ أى الصحابة ] يتحدثون ، فيأخذون فى أمر الجاهلية فيضحكون ويتبَسَّم".

د- الصلاة فيها جماعة وفرادى ،لقوله r : "صلاة الرجل فى جماعة تزيد على صلاته فى بيته وصلاته فى سوقه بضعا وعشرين درجة ... " .

هـ ـ عقد مجالس العلم وشئون المسلمين فيها ، فقد خرج معاوية على حَلْقة فى المسجد فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا: جلسنا نذكر الله نعالى ، قال : والله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا: والله ما أجلسا إلا ذاك ، فحدث معاوية t أن رسول الله r خرج على حلقة من أصحابه ، فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومَنَ علينا بك . قال : آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك ، قال : أما إنى لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه أتانى جبريل فأخبرنى أن الله تبارك وتعالى يباهى بكم الملائكة .

وفى العام التاسع من الهجرة النبوية المباركة أتت الوفود إلى المدينة ، وذكر بعض العلماء أن مجموعها أكثر من ستين وفدا ، وذكر بعض هذه الوفود ثابت بالنقل الصحيح فى البخارى وفى غيره ، وكانت هذه الوفود تنزل بالمسجد ، حيث يعرض عليهم النبى r الدعوة المباركة ، ويوضح لهم ما يُعِنُّ لهم من شبهات أو إشكالات ، كما كان تدور بعض المساجلات الشعرية والخطابية فى مثل هذه المناسبات .

و ـ الاعتكاف : وهو فى اللغة : الملازمة والاُّبث والحبس ، وقال تعالى } وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ { [ البقرة/187 ] .

ويستحب فى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان أن ينقطع المسلم فيها إلى العبادة والخلوة مع ربه ،عساه

أن يوافق ليلة القدر فيكون من السعداء . "وكان رسول الله r يعتكف فى العشر الأواخر ، ويقول : التمسوها فى العشر الأواخر ؛ يعنى ليلة القدر " .

ومن لم بعتكف فى عام لعذر أو حاجه فله أن بعتكف من العام المقبل عشرين كما صح فى المسند من حديث انس t .

يجوز للنساء الاعتكاف ، لكن إذا ترتب على ذلك مفسدة يمنعن ، كما لا مجوز اعتكاف المتزوجة إلا بإذن زوجها.

ويصح الاعتكاف على قول الجمهور فى كل مسجد . قال البخارى ـ رحمه الله ـ باب الاعتكاف فى العشر الأواخر ، والاعتكاف فى المساجد كلها ؛ لقوله تعالى . } وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ { [ البقرة/187 ] .

والأحسن أن كون الاعتكاف فى مسجد جامع لقول عائشة ـ رضى الله عنها ـ "لا اعتكاف إلا فى مسجد جامع " .

يستحب للمعتكف فى غير رمضان أن يكون صائما .

ولا يجوز أن يخرج من معتكفه إلا لضرورة ؛ كإنقاذ غريق أو إطفاء حريق ، أو ذرعه القىء يجوز أن يخرج ليتقيأ خارج المسجد ، أو كان المسجد ليس جامعا ؛ فيخرج لصلاة الجمعة ثم يعود .

وللمعتكف أن يشترط لاعتكافه ، أن ينوى مثلا الخروج لكذا وكذا من ضرورياته » فإن عرض له شىء من

هذه الضروريات وخرج ، رجع ليواصل اعتكافه بناء على ما سبق من اعتكاف دون فساد أو بطلان .

يبطل الاعتكاف بـ: الجماع ـ الاستمناء حتى يمنى ـ الخروج لغير ضرورة .

بعض الناس ينكر الاعتكاف فى المساجد ، ويقول هؤلاء ينامون فى المساجد!! وهذا علمهم ، لكن لا بأس بذلك ، فعن ابن عمر قال : " كنا ننام على عهد رسول الله r فى المسجد ونحن شباب " .



ويدخل المعتكف قبل غروب شمس ليلة الحادى والعشرون ويخرج بعد غروب شمس آخر نهار فى رمضان ليلة العيد سواء تم الشهر أو نقص . ولو دخل صبيحة العشرين بعد صلاة الفجر ؛ ليخرج صبيحة الثلاثين جاز ذلك والله أعلم والمسألة فيها أقوال أخرى .

ى ـ تحرى ليلة القدر وهى المعنية فى قوله تعالى } إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} { [ القدر/1ـ5] وقوله تعالى } إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ {3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ {4} { [ الدخان/3ـ4 ] ، قال r " من قام ليلة القدر إيمانا واحتيابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . وهى كائنة بإذن الله فى العشر الأواخر من رمضان ، وقال r "التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان " . وقد اختلف أهل العلم فى تحديدها على أكثر من أربعين قولا ، ولكنها على الراجح ـ مخفية ـ ليقع الجد فى طلبها وتحصيلها ، وإن كان لابد من تعيين ، فلعلها ليلة السابع والعشرين وأماراتها ـ كما فى أثر أبى بن كعب ـ أن تطلع الشمس فى صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " .

ويستحب الدعاء لمن غلب عليه أنها ليلة الفذر بما ثبت عن رسول الله r " اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنى " . كما يستحب إحياؤها لمن غلب على ظنه أنها ليلة القدر بالعبادة إلى مطلع الفجر.

ك ـ القيام ، ويسمى صلاة التراويح ؛ لأن كل أربع منها ترويحة ؛ لما يحصل فيها من طول القيام ، فكانوا يتروحون عقبها ؛ أى يستريحون .

عن أبى هريرة t أن رسول الله r قال : "من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه".

إيمانا؛ أى تصديقا ، احتسابا : أى بإخلاص دون رياء أو مظهرة .

والقيام يصح أن بصلى ركعتان ركعتان ثم يوتر بواحدة ، ولها صور أخرى .

وهى إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة .

ل ـ القنوت ، القنوت ثابت فى الوتر عن النبى r مطلقا ، أما تخصيصه بقيام رمضان فلعله خلاف هدى النبى r وقد ثبت عن بعض الصحابه و التابعين القنوت فى الوتر فى النصف الثانى من رمضان ، كما رواه ابن أبى شيبة عن على t وعن غيره ، والأوفق الاستمساك بجوامع الدعاء الثابت عن النبى r وهنا تنبه إلى أهميه حضور القلب وخشوع الجوارح فى الصلاة كلها لاسيما عند سماع القرآن ، لا كما يفعل الآن ، القلب لاه ساه غافل عن ذكر الله وقراءة القرآن ، فإذا كان الدعاء سمعت الصراخ والعويل والضجيج ، وهذا كله خلاف الهدى ، فالهدى أن يكون القلب حاضرا خاشعا متأثرا فى الذكر كله سواء كان قرآنا أو دعاء .

الخير الرابع كثرة الصدقة

فقد كان رسول الله r أجود الناس ، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل ... فلرسول الله r أجود بالخير من الريح المرسلة .

والصدقه بأى شىء ولو كان يسيرا لها أجر عظيم ، قال رسول الله r "اتقوا النار ولو بشق تمره " . وقال رسول الله r "ما من يوم مصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا " ، وقال رسول الله r قال الله تعالى "انفق يا بن آدم يُنفق عليك " ، وإذا لم تجد ما تتصدق به من مال أو ثوب ، فلنتصدق بإتعاب جسدك لله تعالى فى طاعته وقضاء مصالح عباده ،قال رسول الله r: "من تصدق بسىء من جسده ، أهطى لقدر ما تصدق " وقال r " من يَسَّر على معسر ، يَسَّر الله عليه فى الدنيا والآخرة " .



الخير الخامس : زكاة الفطر ،

وهذه مسألة علمية نافعة نعرضها فى النقاط الآتية :

أ ـ مشروعيتها ، ومتى شرعت :

* كانت فرضيتها فى السنة الثانية للهجرة النبوية – أى مع رمضان ـ .

* وكان أهل المدينة لا يرون صدقه أفضل منها لما ثبت فى الصحيحين " فرض رسول الله r صدقة الفطر " .

* وحكى ابن المنذر الإجماع على وجوبها ، و به أيضا قال اسحاق وغيره .

ب ـ من أى شىء تخرج ، وعلى من تخرج :

عن عبد الله ابن عمر t قال : "فرض رسول الله r زكاة الفطر ؛ صاعا من تمر ، أو صاعا من شعر ، على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " أى صلاة العيد .

* أما اليتيم والمجنون والمحجور عليه فإن من له ولاية شرعية عليهم ؛ وهو القائم برعاية مالهم يخرجها عنهم من مالهم . أما الجنين فلا يجب إخراج الزكاة عنه ، وإن خرجت فحسن ، ويكون من باب شكر نعمة الله والتقرب إليه بالعمل الصالح والله أعلم .

* وتجزئ زكاة الفطر من كل حَبّ وثمر يقات : من التمر والشعير أو الزبيب أو القمح أو اللبن الجاف (الإقط) ، ويجوز إخراجها مما سوى الخمسة المذكورة كالأرز والمكرونة والفاصوليا واللوبيا لقوله تعالى } مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ { وكما ثبت فى الصحيح من حديث أبى سعيد الخدرى t قال " كنا نعطيها ـ أى صدقة الفطر ـ فى زمان النبى r صاعا من طعام أو صاع من تمر ... " الحديث ، والطعام لفظ عام يشمل المذكور وشبهه مما تعرف كل بيئة من قوت ، وهذا قول أكثر أهل العلم .

* والصاع : أربعة أمداد ، والمد : ملء كفى الرجل المتوسط اليدين ؛ أى ما يعادل كليوين ونصف تقريبا .

وظاهر النصوص أن الزكاة إنما هى من الطعام .

* وشرط إخراجها ، أن بكون مخرجها عنده ما يزيد عن قوته وقوت عياله أو من تجب عليه نفقته .

ج ـ وقتها : تجب بغروب شمس آخر نهار من رمضان ـ وهى ليلة العيد ـ إلى قبل صلاة العيد ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين ، ، أما بعد صلاة العيد ، فلا تجزئ إلا إذا كان معذورا ، وهى صدقة من الصدفات ويأثم مؤخرها قصدا ، لقوله r "فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات ".

د ـ إلى من تخرج : تخرج للمساكين ، فيدخل معهم الفقراء وسائر المحتاجين . ويجوز أن يعطى زكاة فطر جماعة إلى مسكين واحد لحاجته الشديدة ، أو تقسم على أكثر من مسكين وهذا كله بحسب الحاجة والمصلحة ؛ لذلك يجوز نقل زكاة الفطر من مكان إلى آخر حسب الحاجة ما لم يخرج الوقت [ وهو قبل صلاة العيد ] . وتجوز الوكالة فى إخراج الزكاة ، بأن يوكل المخرج أحد يأمنه بإخراج الزكاة فى بلدته وهو فى بلدة أخرى .

هـ ـ مسألة القيمة :الصواب إخراجها من جملة الطعام المذكور آنفا وهذا قول الجمهور ، وبه تظاهرت النصوص ، ومن أراد أن يجمع بين الطعام وهو زكاه الفطر وبين المال أو الثياب ونحو ذلك كصدقه من الصدقات فلا حرج ، بل هو حسن إن شاء الله تعالى .



الخير السادس : العيد

سمى بذلك ؛ لأنه يذهب ويعود ، فيعتاده الناس بمنهج ونظام يجب أن يكون على نسق الإسلام ، لا أن يكون عيدا فى أصله شرعيا ثم نكسبه ما نخالف به الإسلام .

* عليك أيها الحبيب الغالى أن :

ـ تلبس أجمل الثياب : وكان ابن عمر يلبس للعيد أجمل الثياب . ولا يجوز للنساء التبرج والسفور فى هذه المناسبات .

ـ أن تتطب ، وكان ابن عمر يغتسل قبل أن يغدو إلى المصلى .

ـ تأكل تمرات وترا ، وكان النبى r لا يغدو الفطر حتى يأكل تمرات . وفى لفظ وترا .

ـ تمشى إلى المصلى أن تيسر مع الفتكبير .

ـ تشاهد الخي وحضور الخطبة .

ـ تهنىء [اى لفظ .

ـ تعود مخالفا الطريق فقد كان النبى r إذا كان يوم العيد خالف الطريق .

* التكبير ، يكون من رؤية الهلال حتى الذهاب إلى المصلى العيد .

كيفيه الصلاة : ركعتان ، أولى سبع تكبيرات دون تكبره الإحرام ، يصمت هنهية بين كل تكبرتين ويقرأ بعد الفاتحة فى الركعه الأولى سوره الأعلى ، والثانية بعد تكبيرة القيام خمس تكبيرات ، ويقرأ بعد الفاتحة سوره الغاشية .

* وخطبة العيد خطبة واحدة ليس فيها جلسة استراحة .

* عليك أيضا أيها الحبيب أن تقوم بزيارة الأقارب وصلة الأرحام وزيارة من يودون الوالدين من الأحباب والأصدقاء ،لقوله r " من أحب أن يبسط له فى رزقه ، وينسأ له فى أثره [ أى يبارك له فى ذريته ] فليصل رحمه " .

* أخى الحبيب ... احذر من :

1ـ اللهو الفاحش بالذهاب إلى دور السينما أو الفيديو أو غيرها من أماكن الفسق .

2ـ تضييع المال فيما لا يجوز من المسكرات أو المخدرات .

3ـ زيارة المقابر وقراءة الفرآن عندها ، فاليوم عيد ، وتخصيص العيد بالزيارة بدعة .

4ـ أن تغفل عن ذكر الله وقراءة ورد القرآن اليومى.

5ـ مواصلة الخصام مع جيرانك وأقاربك وأصدقائك .

6ـ مصافحة الأجنبيات ومواعدتهن ، والحديث إليهن بما لا يجوز.

7ـ نظرة الشهوة فإنها أحموقة تدنسك وتؤذى قلبك .

8ـ النزاع و الشجار والخلاف الذى يثمر التدابر والتقاطع .

9ـ أن تموت على معصية (إجمالا).



الخير السابع : الدعاء ،

لابد ـ أخى الحبيب ـ أن تتدرب على الدعاء ء ليس بحفظ الأدعية المسجوعة الرنانة ، لكن تدرب على التفكر فى الدعاء وتدبر ألفاظه ومعانيه ؛ ليحضر القلب ويخشع عند الدعاء. فالقلب الذى يقرأ صاحبه الفرآن ، هو القلب الذى يدعو صاحبه الله ، إنه قلب مملوء بحب الله وتعظبمه وخشيته وتدبر كلامه وفهم خطابه ، قال تعالى } وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ { [ غافر/60 ] ، وقال النبى r " إن ربكم تبارك وتعالى حَيىِّ يستحى من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا " .

أيها الحبيب الغالى عند الدعاء راع :

1ـ النية الصالحة .

2ـ الجزم فى الدعاء مع اليقين فى الله .

3ـ حضور القلب مع الخشوع والتضرع والرغبة والرهبة .

4ـ أن تدعو بما يجوز لك أو يشرع .

5ـ أن تختار أوقات إجابة الدعاء مثل : ليلة القدر ، جوف الليل ، بين الأذان والإقامة ، عند نزول المطر ، عند شرب ماء زمزم ، عند السفر .

6ـ أن تختار الأماكن الفاضلة مظنة الإجابة مثل : عرفة يوم عرفة ـ المشعر الحرام ـ الصفا والمروة .

7ـ أن تقدم بين يدى الدعاء ذكرا لله وثناء عليه بما هو أهله .

أخى الحبيب ، بارك الله فيك ، هذه طائفة من الأدعية الثابتة فى الكتاب والسنة ، اهديها أليك لتحفظها وتتدبرها ، ولتكون منك على ذكر :

1ـ } قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ { [الأعراف/23].

2ـ } رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء { [ إبراهيم/40].

3ـ } فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {85} وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ { [ يونس/58ـ86 ] .

4ـ } ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ { [ آل عمران/147 ] .

5ـ } رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا { [ الفرقان/74 ] .

6ـ " اللهم آتنا فى الدنيا حسنة ، وفى الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار " .

7ـ " اللهم أصْلِح لى دينى الذى هو عصمة أمرى ، وأصلح لى دُنْيَاى التى فيها معاشى ، وأصلح لى آخرتى التى فيها معادى واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير ، واجعل الموت راحة لى من كل شر " .

8ـ " اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " .

9_ " اللهم إنى أعُوذُ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفُجاءَةْ نعمتك ، وجميع سَخَطِك " .

10ـ " اللهم إنى عبدك ابن عبدك ، ابن أمتك ناصيتى بيدك ، ماض فى حكمك ، عدل فِىَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته فى كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبى ، ونور صدرى ، وجلاء حزنى ، وذهاب هَمِّى " .

11ـ "يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك " .

12ـ " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقواتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ء ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرقمنا " .

13ـ "اللهم لك أسئمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت . اللهم إنى أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنى . أنت الحى الذى لا يموت ، والجن والإنس يموتون " .

14ـ " اللهم إنى أسألك من فضللك ورحمتك ، فإنه لا يملكها إلا أنت " .

15ـ " اللهم إنى أعوذ بك من يوم السوء ، ومن ليلة السوء ، ومن ساعة السوء ، ومن صاحب السوء ، ومن جار السوء فى دار المقامة " .

16ـ " اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت (وحدك لا شريك لك ) المنان (يا) بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حى يا قيوم ، إنى أسألك الجنة وأعوذ بك من النار " .

17ـ " اللهم بعلمك الفيب ، وقدرتك على الخلق ، أحينى ما علمت الحياة خيرا لى ، وتوفنى إذا علمت الوفاة خيرا لى ، اللهم إنى أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق فى الرضا والغضب ، وأسألك القصد فى الغنى والفقر ، وأسألك نعيما لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك برد العيش به الموت ، وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم . والشوق إلى لقائك ، فى غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مُضلِّة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين " .

18ـ " اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شىء ، فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شىء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء ، وأنت الآخر فليس بعدك شىء ء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر " .

19ـ " اللهم إنى أسألك عيشة نقية ، وميتة سوية ، ومَرَدا غير مُخْزٍ ، ولا فاضح " .

20ـ اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارض عنا "
القول الثامن يومك أيها المسلم ... فاتق الله فيه

أيها الحبيب !! يومك هو وقتك هو عمرك هو العصر الذى تعيش فيه من يوم مولدك إلى لحظة وفاتك ، فكن على طاعة وعبودية ، قال الله تعالى } وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3} { [ العصر/1ـ3 ] .

الوقت :

* لكل وقت واجباته . وغالبا ما يضيق الوقت عن شغل كل الواجبات ، فالله الله فى عمرك ـ أيها الحبيب المبارك ـ لا تضع عمرك ، لا تفن عمرك ، لا تقتل وقتك ، لا تدمر عصرك ، أنا خائف عليك ، حريص عليك .

* أيها الجبيب !! اعلم أن عمرك (وقتك ) يحاسبك عليه الله ، فعن معاذ بن جبل t أن رسول الله r قال : " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن علمه ماذا عمل فيه " .

* ومما يجب غنمه الفراغ قبل الشغل كما قال النبى r : " اغتنم خمسا قبل خمس ، اغتنم شبابك قبل هرمك [ شيخوختك ] وصحتك فبل مرضك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " .

* قال ابن مسعود t : ما ندمت على شىء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزدد فيه عملى .

* قال الحسن: أدركت أقوما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم.

* فيجب الاهتمام بالوقت وضبطه .

إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم يمضى جزء من العمر

تزود من التقوى فإنك لا تـدرى أن جنّ ليـــل هل تعيش إلى الفجر

فكم من سليم مات من غير علـة وكم مـن سقيم عاش حينا من الدهر

وكم من فتى يمسى ويصبح آمنـا وقـــد نجست أكفانه وهو لا يدرى

* قال الحسن : الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه ، وأما غدا فلعلك لا تدركه ، وأما اليوم فلك فاعمل فيه .

* قال السرى بن المفلس : إن اغتممت بما ينقص من مالك ، فابك على ما ينقص من عمرك .

* قال الحسن : با ابن ادم ! إنما أنت أيام ، إذا ذهب يوم ذهب بعضك .

* المسلم ليس عنده فراغ ، فإن الفراغ للرجال غفلة وللنساء مضيعة وسوءة .



أيها المسلم الغالى ... أيها الحبيب المحب للخير ، أهدى إليك هذا البرنامج اليومى الحياتى ، آملا أن يكون لك عونا فى سيرك إلى الله ، وسفرك إليه ، أقدمه لك محبا .. حريصا .. مشفقا .. فاقبله مع خالص دعائى لك ، ودعائك لى ، آخذا خيره ، طاويا عيبه مع النصيحة فيه ، وجزاك الله خيرا ...

1ـ الاستيقاظ قبل الفجر .

2ـ الوضوء ، قال رسول الله r " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة به الصلاة ، فذلكم الرباط " .

3ـ صلاة ركعتين بعد الوضوء ، عن أبى هريرة t أن رسول الله r قال لبلال : يا بلال حدثنى بأرجى عمل عملته فى الإسلام ، فإنى سمعت دَفَّ نعليك بين يدى فى الجنة قال : ما عملت عمل أرجى عندى من أنى لم أتطهر طهورا فى ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لى أن أصلى " .

4ـ الاستغفار ، قال تعالى } كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ {17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ { [ الذريات/17ـ18 ] .

5ـ السحور ، إذا كنت فى رمضان ء عن أنس t قال رسول الله r : "تسحروا فإن فى السحور بركة".

عن عمرو بن العاص t أن رسول الله r قال: " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ".

والتسحر ختى بقليل الماء أو التمر صحيح ، لحديث أبى هريرة t عن النبى r " تعم سحور المؤمن التمر " . وبستحب تأخير السحور لقوله r " إنا معشر الأنبياء - أمرنا يتعجيل فطرنا ، وتأخير سحورنا ، وأن تضع أيماننا على شمائلنا فى الصلاة " .

6ـ صلاة سنة الفجر فى البيت ،

وفى الصلاة احرص أيها الحبيب على:

1) الجماعة ، قال رسول الله r "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة " . وإذا توضات تريد الجماعة فى المسجد ولم تدركها كتبت لك جماعة ؛ لقوله r " من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم راح فوجد الناس قد صلوا ، أعطاه الله أجر من صلاها وحضرها ، لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا " .

2) المشى إلى المسجد وانتظار الصلاة ، قال رسول الله r : " ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط " .

3) تحية المسجد ، قال رسول الله r "إذا دخل أحدكم المسجد ، فلا يجلس حتى يصلى ركعتين " .

4) الصف الأول ، قال r " لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا [ أى يقترعوا ] عليه لاستهموا " .

5) صلاة النوافل الراتبة مع الفرائض ، قال رسول الله r : " ما من عبد مسلم يصلى لله تعالى كل يوم ثنتى عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتا فى الجنة ، أو: إلا بنى له بيت فى الجنة " ، وعن ابن عمر رضى الله عنهما ، قال : صليت مع رسول الله r : "ركعتين قبل الظهر [ وفى رواية أربع قبل الظهر ] ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد الجمعة ، وركعتين بعد المغرب ، ركعتين بعد العشاء " .

6) جعل صلاة النافلة فى البيت ، قال النبى r " صلوا أيها الناس فى بيوتكم ، فإن أفضل الصلاة صلاة

المرء فى بيته إلا المكتوبة " .

7) السواك ، قال رسول الله r " لولا أن أشق على أمتى ـ أو على التاس ـ لأمرتهم يالسواك مع كل صلاة " .

7ـ صلاة الفجر ثم أذكار الصلاة .

8ـ المكث فى المسجد إلى طلوع الشمس وفى هذا المكث وظائف من الخير يقوم بها المسلم مثل ( أذكار الصباح ـ قراءة القرآن ـ طلب العلم أو تعليمه ـ . . . ) ، قال رسول الله r " من صلى الصبح فى جماعة ،ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة ،تامة تامة تامة".

ويجوز للمصلى أن ينصرف إلى بيته إن كان مجهدا ليأخذ حظه من الراحة ليواصل عمل اليوم ، لما أورده ابن حزم عن المسيب بن نَجَبه الفزارى عن عمته ، وكانت تحت حذيفة بن اليمان ـ قالت : كان حذيفة إذا صلى الفجر فى رمضان جاء فدخل معى فى لحافى ... .

فتره العمل ـ وهى غالبا من الساعة (8ـ4) واحرص أيها المسلم الحبيب فى عملك على :

1) النية الصالحة .

2) عدم الإهمال أو التفريط ، سواء أكان العمل حرفه أو وظيفة أو مذاكرة ...

3) مداومة الذكر فى كل وقت يتخلل هذا العمل .

4) إظهار السمت الإسلامى والسلوك الشرعى الطيب .

5) عدم الخوض فيما لا معنى.

6) احترام الزملاء والمرءوسين والمدرسين .

7) طاعة الرؤساء فما لا يكون مخالفة شرعية .

8) المحافظة على مكان العمل وأدواته إذا كان طالبا.

9ـ خاصة بالطالب :

1) الاستعانة بالله عند المذاكرة .

2) اجعل بين مذاكرة كل مادتين فترة راحة تجعلها للقراءة فى القرآن أو الكتب الشرعية أو التاريخية أو الثقافة المفيدة .

3) اجتهد في تركيز المعلومة وذلك باختصار المادة وتركزها فى نقاط يسهل تحصيلها فى أقل مدة وأقل مجهود .

4) رتب مكان مذاكرتك .

5) رتب أدواتك .

6) ابدأ عند المذاكرة بما ينفتح لك فيه فهمك .

7) تخير للمواد المستغلقة الأوقات الأولى فى اليوم أو المتأخر إن كنت ممن يسهر.

8) لا تنشغل باللهو مع زملائك .

9) اجتهد فى جذبهم إلى دعوتك المباركة ، فاجعل هذا مشروعك .

10ـ الطعام ( الإفطار/الغذاء ) ( العشاء ) ويكون قبل النوم بفترة كافية ، ولو نظمت وجبات الطعام لتكون وجبتين فقط ، يتخللها مشروبات ومأكولات خفيفة كالمشروبات الساخنة أو الباردة أو الفاكهة ، لكان خيرا ، ويراعى فى الأكل والشرب ما يلى:

1) أن يكون حلالا ليس فيه شبهة شرعية .

2) أن يكون مصدر المال حلالا لا شبهة فيه .

3) أن تجتنب الثوم والبصل والكرات لاسيما عند الذهاب إلى المسجد إلا أن تقتل الرائحة .

4) غسل اليدين قبل وبعد الطعام .

5) التسمية فى بداية الطعام .

6) عدم الهجم على الطعام ، والأكل مما يليك .

7) مضغ الطعام جيدا.

8) الاهتمام بنوعية الطعام .

9) لا تزحم معدتك بالطعام .

وإذا كان رمضان ، فعلك عند الفطر أن :

1) تعجل بالفطر عند سماع الأذان ، لقوله r "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " ، وقوله r " لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر ؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون " .

2) ذكر اللله تعالى عند الفطر لقوله r " ذهب الطمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله " .

3) الفطر يكون على تمر أو ماء ،، لقوله r "إذا أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ؛ فإنه طَهور " .

4) الاجتهاد فى الدعاء ، فمن الدعوات المستجابة : دعوة الصائم كما صح عن رسول الله r .

5) يستحب دعوة الصائم للإفطار لقوله r "من فَطَّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا يَنْقُص من أجر

الصائم شيئا " .

6) يحذر من أن يأكل شيئا قيه نهى أو شبهة ، والأولى فى مسألة الخليط أن ينقع كل صنف ، بمفرده [ ينقع التمر/الزبيب مثلا ] ولا بأس بالخلط عند الأكل .


يراعى فى يومك عموما :

1ـ ورد القراءة ، وورد التدبر.

2ـ المحافظة على الصلوات فى جماعة وفى أول أوقاتها .

3ـ المحافظة على الوضوء .

4ـ الاجتهاد فى إظهار الدين لتكون قدوه صالحة لغيرك .

5ـ اجتناب مسأئل الخلاف السائغ بين المسلمين .

6ـ مواصلة الذكر ، فى طريقك إلى المسجد ... إلى العمل ... إلى قضاء مصلحه ... شراء طلب ...

7ـ الاجتهاد فى قنص الحسنات ، ولو بإماطة الأذى ... ولو بتبسمك فى وجه أخيك المسلم .

8ـ القيام فى رمضان ، والليل فى غير رمضان ، وإن فاتك فلتصله وردك بالليل في النهار ، كما ثبت عن رسول الله r .

كُن :

1) فاعلا فيمن حولك .

2) مجتنبا مجالس اللهو واللعب .

3) ناويا للخير.

4) متسامحا.

5) حسن الخلق .

6) منظما وقتك وشغلك .

7) مجتهدا فى الدعاء ... فى الدعوة ... فى الخير.

8) ذاكرا لربك ... لدينك ... لدعوتك .

أيها الحبيب !! احذر من :

1ـ أن تعمل طاعه ثم تتركها ، فتكون من المتأخرين .

2ـ أن تحقر من المعروف شيئا.

3ـ أن تتشدد فى غير موضع التشدد فتكون أحمقا.

4ـ أن تصاحب خلان السوء و أصدقاء الشيطان .

5ـ التسويف وركوب مركب التمنى.

6ـ عدم الوضوح .

7ـ النفاق والشهوة ومحبه ذكر الناس لك .


أخى الحبيب ، حاول أن تجيب عن هذه الأسئلة :

ـ بأى معنى خرجت من الصيام .

ـ بأى قلب قرأت وسمعت وفهمت القرآن .

ـ ماذا تغير من سلوكك بعد هذا الفيض .

ـ ما قصدك ، وكيف همتك وأنت تقود غيرك إلى الله .

ـ ما شعورك وأحاسيس قلبك وأنت تتصدق أو تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر أو تصبر على أذى ...

ـ هل حقيقة حدث تغبر فى سلوكك ... فى تصورك ... فى مفاهيمك ... وما سبب هذا التغيير ولمن حَدَث.


وفقنى الله وإياك


الخاتمة

لقد طوفت بك ـ أيها الحبيب ـ بين هذه المسائل والموضوعات ، والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وتلاوة القرآن والبكاء والإخبات ، وأن يرزقنا توبة صادقة وعيشة هنية ومَرَدا غير مخزِ ولا فاضح ، وأن يحسن خاتمتنا وهو عنا راضِ ، وأن يبلغنا من الأعمال آمالنا وما به يرضى عنا ، وأن يمتعنا بقرة عين لا تنقطع ونعيم لا ينفذ ، وأن ينصر دينه وأن يعز أولياءه ، وأن يذهب غيظ قلوبنا بإهلاك هدوه وعدونا ، وأن يربى أولادنا ويصلحهم ، وأن يهدى إخواننا وأخواتنا ونساءنا وأهلينا ، وأن يجزى بالخير عنا آبائنا وأصحابنا ومشايخنا وأصحاب الفضل علينا . ونسأل إخواننا وتلاميذنا الطيبين ألا يحرمنا مع حسن نصيحتنا خالص دعائهم ولحمد لله رب العالمين .



وصلى الله وسلم وبارك على النبى محمد

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا