فقر الجيوب ...وفقر العقول
قالو قديما.... الفقر فقران ...فقر الجيوب وفقر العقول..اما فقر الجيوب فهو خلوها من احد النقدين وهما الذهب والفضه واليوم خلوها من المال ..اما فقر العقول فهو الأشد والأنكى ومن كان عقله فقيرا كان تفكيره محدودا وافقه ضيقا وهو قريب من درجة الأحمق الذي يظلم نفسه ويظلم الناس من حوله..
وما اهون فقر الجيوب امام فقر العقول .. فقد يتحسن الحال المادي الى احسن ويتحول الفقر المعدم الى غني اما بكسب تجارة حلال واما ببخل وتقتير واما بسرقة غير مشروعة واما بالحرام بضربة حظ في اليانصيب ، وبالتأكيد ليس هناك موائد من السماء تنزل . والسماء لا تمطر ذهبا اطلاقا ..
اما فقر العقول فليس له حل بتاتا ولم يخترعوا له حتى الآن علاجا ولم يجدوا له مخرجا . فالعقل هو مصدر الحكمة ، والحكمة هي هبة من الله تعالى . والله وحده سبحانه هو الذي يقدر مواقع الحكمة فيؤتيها لمن يشاء من خلقه وهو القائل سبحانه (( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا.
ان الحكمة هي الإتقان في القول وعدم التهور فيه والنطق بالكلمة المناسبة في الموقف المناسب لها وتجنب اللغو الإبتعاد عن المزايدات وعدم الإسراف في المجاملات . وكذلك هي اتقان العمل ، بعيدا عن المراءات وعن الغش والخداع .
الحكمة هي الصدق في القول والفعل . مصارحة الناس بالواقع والحقيقة .تنوير الرأي العام . الإقدام على مشاريع وخطوات موثوق فيها لإ ن واثق الخطوة يمشي ملكاً.
الحكمة هي قلة الكلام وكثرة العمل . واذا ما حدث ذلك فإن العقول عندها تكون قد اكتنزت ولم تعد فقيره . وان اصحابها يستحقون ان يكونوا متقدمين ومتميزين بين اقرانهم وفي مجتمعاتهم
اما الذين يقولون ما لا يفعلون .. ويصرون على ما يدعون حتى ولو كان خطأ فإنهم حمقى ويصرون على افقار عقولهم وهؤلاء نذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأس الحكمة مخافة الله ) رواه ابن مسعود
مشاركة: فقر الجيوب ...وفقر العقول
يقول الشاعر
كلما أدبنى الدهر أرانى نقص عقلى
وكلما ازددت علما زادنى علما بجهلى
مع الشكر لك أخى الفاضل الأرطاوى