الميزان
تسير وحيدة في ليل حالك.تحمل في يدها ملاءة.عويل طفل تبدي بوضوح في صمت الليل القاسي.تسير وهي تترنح.تنظر خلفها وحواليها.توقفت بغتة. ثمة أمر تذكرته .
*****
يرنو إليها بثغر باسم فتتلقي ابتسامته بخجل عذري.بسمة لم تتلقاها من قبل تبوح عيناها بما لم تقو على إخفائه.تتشابك أيديهما بغتة في لحظة غامضة كأنما تلك اللحظة أخفاها سواد قاتم وغريب!! انتظرته في المساء على عجلة من أمرها
- لم أعد أطيق صبرا .
- ما الذي جد ؟
- يتحرك في أحشائي .
- تخلصي منه .
- ماذا ؟؟
- لا أستطيع الآن !!
- أين كلماتك ؟؟
- المرأة التي تثق في الرجل قبل الزواج لا يثق فيها الرجل كزوجة !!
وابتعد عن ناظريها فأسقط الأمر في يدها وشعرت بانقباض وغضب يسريان في أعماقها وجسدها.تركت بيتها وآوت إلي صديقة بعيدة.تحمله وتسير إلي مجهول.هنا أحبته.هنا عرفته ؟.لتمضي إلي طريقها.لتضعه علي أقرب جامع.لينتهي الأمر ولتعد لأب أقلقه غيابها وأم لم تسأل عنها.لفظتها أمها إذ أدركت سرها !!
لماذا ؟؟تنهدت في أسى وهي تحمله إلي طريقها الذي آثرته.تحمل ولدها الذي أنجبته.كفاها ضياعا.كفاها ما هي فيه.أحبته!!أهكذا هو الحب إذن ؟ تنظر لراحتها.تعاتب راحتها التي تحمل ولدها.ولد نتاج التقاء كفين.نتاج عين اشتهت وعين تمنت !!
تضعه .
تحاول المضي.تحتويه في صدرها.تبك.تتهته.كلاب تعوي.تقترب.تعود إليه بعدما وضعته !!
تعوي الكلاب أكثر.تقف كقطة تموء في وجه خطر يلاحق ولدها.تبتعد الكلاب وقد استشعرت دفئا غريبا.تهاوت أذيالها وابتعدت.لتهدأ قليلا.يد تمتد إلي كتفها تواسيها فتهتف ذاهلة :-
-أهذا أنت ؟!!
حمادة البيلي
عضو نادى القصة
مواقع النشر (المفضلة)