حين يتكاتف الزيف أمامي ويعلن بدء الآلام ..
ينسكب الحبر مرة وأخرى ينزف معه ألمي ..
عندها لا أملك سوى صدقي وجرحي ..
أقوم بنسج حروفه هنا وأظنها ستلامس الواقع كثيراً ..
مفاجئة عندما تنقشع جميع الستائر ..
ويبدأ الهواء يلعب في أطرافها
ويظهر ما كان مخفي عن الأنظار ..
عندما نكون في زمن أصبحت فيه الرؤيه شبة معدومة لم نقدر على تمييز الألوان ..
عندما تندثر معالم الصراحة في دروب الكذب ويصبح الخداع كرشفة الماء ..
عندها لا تستغرب فـربما يخرج من الصدفة غير الدُّرَّة ..
دائماً وكثيراً ما نراهم حولنا .. ليس لهم (شكل) محدد ..
أشخاص عاديين جداً في النهار ..
لا ترى في وجوههم سوى الابتسامة الجذابة
والأسلوب (المحرفن) الرائع ..
ولكن فجأة .. وما إن يأتي الليل حتى يتحولوا إلى ذئاب
أو إذا ما واتته الفرصة ليتحلل بعدها من جميع الصفات البشرية والأخلاقية التي كان يتجمل بها ..
ملاحظة
عندما قلنا ( أشخاص عاديين جداً في النهار )
لا يقصد بها وقت النهار كوقت الظهر أو العصر .. لا
ولكن وقتما يكون ذلك الذئب يرتدي القناع ( الزائف )
لأنها ليست بالغريبة ظهور ( حيوان ) الذئب في وقت النهار
دائماً سيكون مبتسماً لك ..
ذلك الطيب صاحب القلب النقي
ذلك المتدين
ذلك الخلوق
ذلك الممثل الذي كان دوره ( البطل )
الدور الذي لطالما كان يليق به تماماً ..
سترى ذلك التحول الغريب من ... وإلى ...
سترى ذلك (المستذئب) هو بعينه ما يدور خلف الكواليس ..
منتظراً لحظة الغفوة
ما إن تأته الفرصة حتى ينقض عليك .. ليغرس أنيابه الملوثة
في جسدك دون ضمير هذا إن كان لديه ضمير بالأصل ..
أمعن النظر في الوجوه من حولك جيداً مرة ثم مرة ..
وأعد مرة أخرى وأيضاً ثلاث حتى لو وصلت إلى المليون
حتماً سيتبين لك وستراه في يوم من الأيام ..
ولكن .. سيتبين من أول نظرة .. لأنك لن تحتاج لإعادة النظر بعدها
سينكشف ذلك الضمير المستور وتراه بأم عينك ..
هذا الذي ظننته جبلاً شامخاً السامي بأخلاقه ..
ستراه بعينيك يتفتت ويتهاوى لمستوى زبد البحر ..
حاول المساس بكبريائه عن قُرب ..
وستستمع بكل آذانك الصاغية
عواء الذئاب البشرية
وزمجرة النفوس الدنيئة
للأسف نعيش هذا الزمان
وفى بيننا هولاء البشر لا هؤلاء الذئاب
منقول
مواقع النشر (المفضلة)