+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    كرم المصرى is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    17 / 03 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    53
    المشاركات
    637
    معدل تقييم المستوى
    872

    Square6 مسائل متفرقة في الصوم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    الصوم: العبادة الدينية الثانية بعد الصلاة، وهو الامتناع عن الأكل والشرب، والملامسة الجنسية طول النهار ـ من الفجر إلى غروب الشمس ـ بقصد امتئال أمر الله. وقد فرضه الله فرضاً عاماً على جميع القادرين في شهر رمضان من كل عام.

    آيات الصوم في القرآن:



    قد جمع القرآن آيات الصوم في مكان واحد، وفي إطار واحد من سورة البقرة فقال تعالى: \"يا أُيُّهَا الَّذينَ أَمنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَّعدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعْدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَّوعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنُتمْ تَعْلَمُونَ، شُهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا َيُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة البقرة/ 183ـ185).

    المسئولية التضامنية:




    سورة البقرة قد شرع الله فيها كثيراً من أحكام الإيمان. ومن سنة القرآن أن يخاطب بأحكام الإيمان ـ عبادات أو معاملات ـ جماعة المؤمنين الذين استجابوا للرسول وآمنوا بدعوته، وهو بذلك يأخذهم جميعاً بمسئولية تضامنية في إقامة تلك الأحكام، والنزول على مقتضاها في عباداتهم ومعاملاتهم، وراء مسئوليتهم الشخصية الفردية، وبتلك المسئولية التضامنية، يسأل المؤمن فيما يختص بهذه الأحكام عن نفسه، ويسأل عن أهله وذويه، وسائر إخوانه المؤمنين، ولا يرفع عن المؤمن مسئوليتها إلا إذا قام بها فيما يختص بنفسه، فصام وصلى وحج، وابتعد عما حرم الله. وفيما يختص بغيره، فأمر ودعا، وحذر ونهى، وقد كان هذا من مظاهر الوحدة التي بنى الإسلام ـ على أساس منها ـ شرائعه وأحكامه.


    الصوم عبادة قديمة:



    الآية الأولى من هذه الآيات: \"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم\" تصرح بأن الصوم عبادة قديمة كتبها الله وفرضها على الأمم السابقة، وفي الواقع أنه شأن عرفه الإنسان من قديم الزمان، عرفه المتدين وسيلة من وسائل التقرب إلى الله، وعرفه الوثني طريقاً من طرق التهذيب والرياضة، وإذن، فهو ليس خاصاً بطائفة دون طائفة، ولا برسالة دون رسالة، وربما كان شأنا فطريا يشعر بالحاجة إليه في فترات متتابعة أو متفرقة كل كائن حي، وإن اختلفت صوره وأوقاته باختلاف العصور والأمم.


    الصوم الذي يريده الله :



    وقد جرى على ألسنة الناس، أن الصوم، هو الإمساك عن الطعام والشراب، والملامسة الجنسية، وبهذا يظن كثير من المسلمين، أن الإنسان متى أمسك عن هذه الأمور الثلاثة طول يومه فقد صام وخرج عن عهدة التكليف وأدى ما فرضه الله عليه.

    والواقع أن هذا بيان للصوم بالنسبة إلى مظهره وإلى الجانب السلبي منه فقط. وكلا الأمرين: المظهر والجانب السلبي لا يكونان حقيقة الصوم الذي كلف الله به عباده وفرضه عليهم، فإن الله سبحانه بدأ آية الصوم بقوله: \"يا أيها الذين أمنوا\" وختمها بقوله \"ولعلكم تتقون\" وبقوله \"لعلكم تشكرون\" وفيما بين البدء والختام أمر بالصوم \"كتِبَ عليكم الصيام\".

    وليس من ريب في أن النداء بوصف الإيمان أولاً، وهو أساس الخير ومنبع الفضائل، وفي ذكر التقوى آخرا، وهي روح الإيمان وسر الفلاح، إرشاد قوى، ودلالة واضحة على أن الصوم المطلوب، ليس هو مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، وإنما هو الإمساك عن كل ما ينافى الإيمان ولا يتفق وفضيلة التقوى والمراقبة.

    وإذن فالذي يتجه إلى غير الله بالقصد والرجاء لا صوم له، والذي يفكر في الخطايا ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد، ويحارب الله ورسوله في جماعة المؤمنين، لا صوم له.

    والذي يطوى قلبه على الحقد والحسد والبغض لجمع كلمة الموحدين، والعمل على تفريقهم وإضعاف سلطانهم، لا صوم له.

    والذي يحابى الظالمين، ويجامل السفهاء ويعاون المفسدين، لا صوم له.

    والذي يستغل مصالح المسلمين العامة ويستعين بمال الله على مصالحه الشخصية، ورغباته وشهواته، لا صوم له، وكذلك من يمد يده أو لسانه أو جارحة من جوارحه بالإيذاء لعباد الله، أو إلى انتهاك حرمات الله لا صوم له، فالصائم ملاك في صورة إنسان، لا يكذب ولا يرتاب ولا يشى ولا يدبر في اغتيال أو سوء، ولا يخادع، ولا يأكل أموال الناس بالباطل.

    هذا هو معنى الصوم الذي يجمع صورته وهي الإمساك عن المفطرات، ومعناه وهو تقوية روح الإيمان بالمراقبة وبهذا يجمع الصائم بصومه بين تخلية نفسه وتطهيرها من المدنسات، وتخليتها وتزكيتها بالطيبات، وإلى ذلك يشير الرسول () بقوله: \"من يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه\" وقوله: \"ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث\".


    حكمة فرضية الصيام:



    ولم يكن جانب الحرمان من الطعام والشراب، هو الهدف الذي قصد بافتراض الصوم على المسلمين، وإنما هو مظهر مادي للصوم تكمن وراءه حكمته الحقيقية وهي، غرس خلق المراقبة وخلق الصبر في نفوس المؤمنين، وبهما تصدق النية وتقوى العزيمة، فيثبتون لحوادث الدهر، وما يعترضهم من عقبات، ومن هنا، فرض الله صوم رمضان وهو شهر من اثنى عشر شهراً، متتابع الأيام، ليغرس بهذا التتابع ملكة الصبر والمراقبة.

    ثم جعله في كل عام، ليتكرر الدرس وينمو الغرس، ومن هنا أيضاً وجب على الصائم أن يستمر في كل ليلة من ليالي هذا الشهر، متذرعاً بالصبر متسلحاً بالمراقبة فلا يسرف فيما كان محظوراً عليه بصومه حتى لا ينطفئ عليه مصباح الإشراق القلبي الذي أحسه في نهاره ولا ينقطع عنه التتابع الروحي، ويعود إلى شره وطغيانه.

    بهذا تتحقق حكمة الله في التعبد بالصوم، ويكون الصوم مدداً قوياً لجند الخير في الإنسان. به يزكو القلب، وتصفو النفس، وتتهذب الروح، ويصبر الإنسان منبعاً فياضاً للخير على نفسه، وعلى بنى وطنه وجنسه، ويعيش عيشة راضية، سداها المحبة والوئام، ولحمتها التعاون والسلام، وبهذا يقترب من الملأ الأعلى، ويتلقى التكاليف الإلهية والواجبات الاجتماعية، بقوة لا تعرف الضعف، وثبات لا يعرف الملل، وإخلاص لا يعرف الرياء، وإيمان لا يعرف الشك، فتطيب الحياة ويسعد الناس.

    مظاهر اليسر في الصيام:




    وقد بينت الآيات بعد هذا أن الله نظر في فريضة الصوم على المؤمنين إلى ما يطرأ عليهم من أعذار يشق عليهم معها أن يصوموا، فرخص للمريض والمسافر الإفطار في رمضان واكتفى منهما بالقضاء في أيام الصحة والإقامة \"فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر\" والذي أرشد إليه في هذا المقام هو أن قوله تعالى (أو على سفر) تجعل رخصة الإفطار خاصة بمن يباشر السفر بالفعل، أي أثناء ارتحاله. أما بعد أن يصل إلى مقصده، ويقف به السير، فإنه يجب عليه أن يعود إلى الصوم، ولو كان في غير بلده، وليس الأمر كما يظن الناس أن الرخصة ثابتة للمسافر ما دام بعيداً عن وطنه، وإنما هي خاصة بزمن السفر ومباشرته كما يدل عليه قوله تعالى (أو على سفر).

    ومن وجوه اليسر في الصوم بعد هذا أن الله أباح للأصحاء المقيمين الذين يشق عليهم الصوم ويجهدهم جهداً شديداً، يعرضهم للخطر، كالشيوخ والحوامل والمراضع، الإفطار في رمضان، ونظراً إلى أن هؤلاء قد لا يدركون أياماً يستطيعون فيها القضاء، قد اكتفى منهم أن يطعموا مسكيناً واحداً عن كل يوم، وهذا هو المستفاد من قوله تعالى: \"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين\" ومعنى \"يطيقونه\" يتحملونه بشدة ومشقة.

    حكمة تخصص رمضان بفرض الصيام:



    وقد جاء قوله تعالى: \"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان\" مشيراً إلى الحكمة في اختيار هذا الشهر لهذا الصوم المفروض، وهي أنه الوقت الذي ظهرت فيه النعمة الكبرى التي يجب أن تشكر ـ وهي نعمة البدء بإنزال القرآن على النبي ولا ريب أن القرآن من أقوى ما يطهر القلوب ويسمو بالأرواح، وناسب ذلك أن يكون الشكر من جنس النعمة في المعنى والأثر، عبادة تطهر القلوب وتسمو بالأرواح، وهي الصوم.

    يسر التكاليف الإسلامية:



    ثم ختمت الآيات بقاعدة تشريعية عظيمة، وهي أن تكليف الله لعباده، لم يقصد منه إرهاق ولا تعسير، وإنما قصد منه التقوى والتطهير، ولذلك بنى على اليسر والبعد عن العسر، مع المحافظة على الإكمال والإتمام، وتعظيم الله على هدايته وشكره على نعمته \"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون\".


    كل عام وانت بخير
    اللـهـم زد مـن يحبــني جنونــاً بي . . . وأمنــح مـن يكــرهني نعمــة العــقل

     
  2. #2
    كرم المصرى is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    17 / 03 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    53
    المشاركات
    637
    معدل تقييم المستوى
    872

    Square6 مسائل متفرقة في الصوم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    الصوم: العبادة الدينية الثانية بعد الصلاة، وهو الامتناع عن الأكل والشرب، والملامسة الجنسية طول النهار ـ من الفجر إلى غروب الشمس ـ بقصد امتئال أمر الله. وقد فرضه الله فرضاً عاماً على جميع القادرين في شهر رمضان من كل عام.

    آيات الصوم في القرآن:



    قد جمع القرآن آيات الصوم في مكان واحد، وفي إطار واحد من سورة البقرة فقال تعالى: \"يا أُيُّهَا الَّذينَ أَمنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَّعدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعْدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَّوعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنُتمْ تَعْلَمُونَ، شُهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا َيُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة البقرة/ 183ـ185).

    المسئولية التضامنية:




    سورة البقرة قد شرع الله فيها كثيراً من أحكام الإيمان. ومن سنة القرآن أن يخاطب بأحكام الإيمان ـ عبادات أو معاملات ـ جماعة المؤمنين الذين استجابوا للرسول وآمنوا بدعوته، وهو بذلك يأخذهم جميعاً بمسئولية تضامنية في إقامة تلك الأحكام، والنزول على مقتضاها في عباداتهم ومعاملاتهم، وراء مسئوليتهم الشخصية الفردية، وبتلك المسئولية التضامنية، يسأل المؤمن فيما يختص بهذه الأحكام عن نفسه، ويسأل عن أهله وذويه، وسائر إخوانه المؤمنين، ولا يرفع عن المؤمن مسئوليتها إلا إذا قام بها فيما يختص بنفسه، فصام وصلى وحج، وابتعد عما حرم الله. وفيما يختص بغيره، فأمر ودعا، وحذر ونهى، وقد كان هذا من مظاهر الوحدة التي بنى الإسلام ـ على أساس منها ـ شرائعه وأحكامه.


    الصوم عبادة قديمة:



    الآية الأولى من هذه الآيات: \"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم\" تصرح بأن الصوم عبادة قديمة كتبها الله وفرضها على الأمم السابقة، وفي الواقع أنه شأن عرفه الإنسان من قديم الزمان، عرفه المتدين وسيلة من وسائل التقرب إلى الله، وعرفه الوثني طريقاً من طرق التهذيب والرياضة، وإذن، فهو ليس خاصاً بطائفة دون طائفة، ولا برسالة دون رسالة، وربما كان شأنا فطريا يشعر بالحاجة إليه في فترات متتابعة أو متفرقة كل كائن حي، وإن اختلفت صوره وأوقاته باختلاف العصور والأمم.


    الصوم الذي يريده الله :



    وقد جرى على ألسنة الناس، أن الصوم، هو الإمساك عن الطعام والشراب، والملامسة الجنسية، وبهذا يظن كثير من المسلمين، أن الإنسان متى أمسك عن هذه الأمور الثلاثة طول يومه فقد صام وخرج عن عهدة التكليف وأدى ما فرضه الله عليه.

    والواقع أن هذا بيان للصوم بالنسبة إلى مظهره وإلى الجانب السلبي منه فقط. وكلا الأمرين: المظهر والجانب السلبي لا يكونان حقيقة الصوم الذي كلف الله به عباده وفرضه عليهم، فإن الله سبحانه بدأ آية الصوم بقوله: \"يا أيها الذين أمنوا\" وختمها بقوله \"ولعلكم تتقون\" وبقوله \"لعلكم تشكرون\" وفيما بين البدء والختام أمر بالصوم \"كتِبَ عليكم الصيام\".

    وليس من ريب في أن النداء بوصف الإيمان أولاً، وهو أساس الخير ومنبع الفضائل، وفي ذكر التقوى آخرا، وهي روح الإيمان وسر الفلاح، إرشاد قوى، ودلالة واضحة على أن الصوم المطلوب، ليس هو مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، وإنما هو الإمساك عن كل ما ينافى الإيمان ولا يتفق وفضيلة التقوى والمراقبة.

    وإذن فالذي يتجه إلى غير الله بالقصد والرجاء لا صوم له، والذي يفكر في الخطايا ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد، ويحارب الله ورسوله في جماعة المؤمنين، لا صوم له.

    والذي يطوى قلبه على الحقد والحسد والبغض لجمع كلمة الموحدين، والعمل على تفريقهم وإضعاف سلطانهم، لا صوم له.

    والذي يحابى الظالمين، ويجامل السفهاء ويعاون المفسدين، لا صوم له.

    والذي يستغل مصالح المسلمين العامة ويستعين بمال الله على مصالحه الشخصية، ورغباته وشهواته، لا صوم له، وكذلك من يمد يده أو لسانه أو جارحة من جوارحه بالإيذاء لعباد الله، أو إلى انتهاك حرمات الله لا صوم له، فالصائم ملاك في صورة إنسان، لا يكذب ولا يرتاب ولا يشى ولا يدبر في اغتيال أو سوء، ولا يخادع، ولا يأكل أموال الناس بالباطل.

    هذا هو معنى الصوم الذي يجمع صورته وهي الإمساك عن المفطرات، ومعناه وهو تقوية روح الإيمان بالمراقبة وبهذا يجمع الصائم بصومه بين تخلية نفسه وتطهيرها من المدنسات، وتخليتها وتزكيتها بالطيبات، وإلى ذلك يشير الرسول () بقوله: \"من يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه\" وقوله: \"ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث\".


    حكمة فرضية الصيام:



    ولم يكن جانب الحرمان من الطعام والشراب، هو الهدف الذي قصد بافتراض الصوم على المسلمين، وإنما هو مظهر مادي للصوم تكمن وراءه حكمته الحقيقية وهي، غرس خلق المراقبة وخلق الصبر في نفوس المؤمنين، وبهما تصدق النية وتقوى العزيمة، فيثبتون لحوادث الدهر، وما يعترضهم من عقبات، ومن هنا، فرض الله صوم رمضان وهو شهر من اثنى عشر شهراً، متتابع الأيام، ليغرس بهذا التتابع ملكة الصبر والمراقبة.

    ثم جعله في كل عام، ليتكرر الدرس وينمو الغرس، ومن هنا أيضاً وجب على الصائم أن يستمر في كل ليلة من ليالي هذا الشهر، متذرعاً بالصبر متسلحاً بالمراقبة فلا يسرف فيما كان محظوراً عليه بصومه حتى لا ينطفئ عليه مصباح الإشراق القلبي الذي أحسه في نهاره ولا ينقطع عنه التتابع الروحي، ويعود إلى شره وطغيانه.

    بهذا تتحقق حكمة الله في التعبد بالصوم، ويكون الصوم مدداً قوياً لجند الخير في الإنسان. به يزكو القلب، وتصفو النفس، وتتهذب الروح، ويصبر الإنسان منبعاً فياضاً للخير على نفسه، وعلى بنى وطنه وجنسه، ويعيش عيشة راضية، سداها المحبة والوئام، ولحمتها التعاون والسلام، وبهذا يقترب من الملأ الأعلى، ويتلقى التكاليف الإلهية والواجبات الاجتماعية، بقوة لا تعرف الضعف، وثبات لا يعرف الملل، وإخلاص لا يعرف الرياء، وإيمان لا يعرف الشك، فتطيب الحياة ويسعد الناس.

    مظاهر اليسر في الصيام:




    وقد بينت الآيات بعد هذا أن الله نظر في فريضة الصوم على المؤمنين إلى ما يطرأ عليهم من أعذار يشق عليهم معها أن يصوموا، فرخص للمريض والمسافر الإفطار في رمضان واكتفى منهما بالقضاء في أيام الصحة والإقامة \"فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر\" والذي أرشد إليه في هذا المقام هو أن قوله تعالى (أو على سفر) تجعل رخصة الإفطار خاصة بمن يباشر السفر بالفعل، أي أثناء ارتحاله. أما بعد أن يصل إلى مقصده، ويقف به السير، فإنه يجب عليه أن يعود إلى الصوم، ولو كان في غير بلده، وليس الأمر كما يظن الناس أن الرخصة ثابتة للمسافر ما دام بعيداً عن وطنه، وإنما هي خاصة بزمن السفر ومباشرته كما يدل عليه قوله تعالى (أو على سفر).

    ومن وجوه اليسر في الصوم بعد هذا أن الله أباح للأصحاء المقيمين الذين يشق عليهم الصوم ويجهدهم جهداً شديداً، يعرضهم للخطر، كالشيوخ والحوامل والمراضع، الإفطار في رمضان، ونظراً إلى أن هؤلاء قد لا يدركون أياماً يستطيعون فيها القضاء، قد اكتفى منهم أن يطعموا مسكيناً واحداً عن كل يوم، وهذا هو المستفاد من قوله تعالى: \"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين\" ومعنى \"يطيقونه\" يتحملونه بشدة ومشقة.

    حكمة تخصص رمضان بفرض الصيام:



    وقد جاء قوله تعالى: \"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان\" مشيراً إلى الحكمة في اختيار هذا الشهر لهذا الصوم المفروض، وهي أنه الوقت الذي ظهرت فيه النعمة الكبرى التي يجب أن تشكر ـ وهي نعمة البدء بإنزال القرآن على النبي ولا ريب أن القرآن من أقوى ما يطهر القلوب ويسمو بالأرواح، وناسب ذلك أن يكون الشكر من جنس النعمة في المعنى والأثر، عبادة تطهر القلوب وتسمو بالأرواح، وهي الصوم.

    يسر التكاليف الإسلامية:



    ثم ختمت الآيات بقاعدة تشريعية عظيمة، وهي أن تكليف الله لعباده، لم يقصد منه إرهاق ولا تعسير، وإنما قصد منه التقوى والتطهير، ولذلك بنى على اليسر والبعد عن العسر، مع المحافظة على الإكمال والإتمام، وتعظيم الله على هدايته وشكره على نعمته \"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون\".


    كل عام وانت بخير
    اللـهـم زد مـن يحبــني جنونــاً بي . . . وأمنــح مـن يكــرهني نعمــة العــقل

     
  3. #3
    كرم المصرى is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    17 / 03 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    53
    المشاركات
    637
    معدل تقييم المستوى
    872

    Square6 مسائل متفرقة في الصوم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    الصوم: العبادة الدينية الثانية بعد الصلاة، وهو الامتناع عن الأكل والشرب، والملامسة الجنسية طول النهار ـ من الفجر إلى غروب الشمس ـ بقصد امتئال أمر الله. وقد فرضه الله فرضاً عاماً على جميع القادرين في شهر رمضان من كل عام.

    آيات الصوم في القرآن:



    قد جمع القرآن آيات الصوم في مكان واحد، وفي إطار واحد من سورة البقرة فقال تعالى: \"يا أُيُّهَا الَّذينَ أَمنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَّعدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعْدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَّوعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنُتمْ تَعْلَمُونَ، شُهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا َيُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة البقرة/ 183ـ185).

    المسئولية التضامنية:




    سورة البقرة قد شرع الله فيها كثيراً من أحكام الإيمان. ومن سنة القرآن أن يخاطب بأحكام الإيمان ـ عبادات أو معاملات ـ جماعة المؤمنين الذين استجابوا للرسول وآمنوا بدعوته، وهو بذلك يأخذهم جميعاً بمسئولية تضامنية في إقامة تلك الأحكام، والنزول على مقتضاها في عباداتهم ومعاملاتهم، وراء مسئوليتهم الشخصية الفردية، وبتلك المسئولية التضامنية، يسأل المؤمن فيما يختص بهذه الأحكام عن نفسه، ويسأل عن أهله وذويه، وسائر إخوانه المؤمنين، ولا يرفع عن المؤمن مسئوليتها إلا إذا قام بها فيما يختص بنفسه، فصام وصلى وحج، وابتعد عما حرم الله. وفيما يختص بغيره، فأمر ودعا، وحذر ونهى، وقد كان هذا من مظاهر الوحدة التي بنى الإسلام ـ على أساس منها ـ شرائعه وأحكامه.


    الصوم عبادة قديمة:



    الآية الأولى من هذه الآيات: \"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم\" تصرح بأن الصوم عبادة قديمة كتبها الله وفرضها على الأمم السابقة، وفي الواقع أنه شأن عرفه الإنسان من قديم الزمان، عرفه المتدين وسيلة من وسائل التقرب إلى الله، وعرفه الوثني طريقاً من طرق التهذيب والرياضة، وإذن، فهو ليس خاصاً بطائفة دون طائفة، ولا برسالة دون رسالة، وربما كان شأنا فطريا يشعر بالحاجة إليه في فترات متتابعة أو متفرقة كل كائن حي، وإن اختلفت صوره وأوقاته باختلاف العصور والأمم.


    الصوم الذي يريده الله :



    وقد جرى على ألسنة الناس، أن الصوم، هو الإمساك عن الطعام والشراب، والملامسة الجنسية، وبهذا يظن كثير من المسلمين، أن الإنسان متى أمسك عن هذه الأمور الثلاثة طول يومه فقد صام وخرج عن عهدة التكليف وأدى ما فرضه الله عليه.

    والواقع أن هذا بيان للصوم بالنسبة إلى مظهره وإلى الجانب السلبي منه فقط. وكلا الأمرين: المظهر والجانب السلبي لا يكونان حقيقة الصوم الذي كلف الله به عباده وفرضه عليهم، فإن الله سبحانه بدأ آية الصوم بقوله: \"يا أيها الذين أمنوا\" وختمها بقوله \"ولعلكم تتقون\" وبقوله \"لعلكم تشكرون\" وفيما بين البدء والختام أمر بالصوم \"كتِبَ عليكم الصيام\".

    وليس من ريب في أن النداء بوصف الإيمان أولاً، وهو أساس الخير ومنبع الفضائل، وفي ذكر التقوى آخرا، وهي روح الإيمان وسر الفلاح، إرشاد قوى، ودلالة واضحة على أن الصوم المطلوب، ليس هو مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، وإنما هو الإمساك عن كل ما ينافى الإيمان ولا يتفق وفضيلة التقوى والمراقبة.

    وإذن فالذي يتجه إلى غير الله بالقصد والرجاء لا صوم له، والذي يفكر في الخطايا ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد، ويحارب الله ورسوله في جماعة المؤمنين، لا صوم له.

    والذي يطوى قلبه على الحقد والحسد والبغض لجمع كلمة الموحدين، والعمل على تفريقهم وإضعاف سلطانهم، لا صوم له.

    والذي يحابى الظالمين، ويجامل السفهاء ويعاون المفسدين، لا صوم له.

    والذي يستغل مصالح المسلمين العامة ويستعين بمال الله على مصالحه الشخصية، ورغباته وشهواته، لا صوم له، وكذلك من يمد يده أو لسانه أو جارحة من جوارحه بالإيذاء لعباد الله، أو إلى انتهاك حرمات الله لا صوم له، فالصائم ملاك في صورة إنسان، لا يكذب ولا يرتاب ولا يشى ولا يدبر في اغتيال أو سوء، ولا يخادع، ولا يأكل أموال الناس بالباطل.

    هذا هو معنى الصوم الذي يجمع صورته وهي الإمساك عن المفطرات، ومعناه وهو تقوية روح الإيمان بالمراقبة وبهذا يجمع الصائم بصومه بين تخلية نفسه وتطهيرها من المدنسات، وتخليتها وتزكيتها بالطيبات، وإلى ذلك يشير الرسول () بقوله: \"من يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه\" وقوله: \"ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث\".


    حكمة فرضية الصيام:



    ولم يكن جانب الحرمان من الطعام والشراب، هو الهدف الذي قصد بافتراض الصوم على المسلمين، وإنما هو مظهر مادي للصوم تكمن وراءه حكمته الحقيقية وهي، غرس خلق المراقبة وخلق الصبر في نفوس المؤمنين، وبهما تصدق النية وتقوى العزيمة، فيثبتون لحوادث الدهر، وما يعترضهم من عقبات، ومن هنا، فرض الله صوم رمضان وهو شهر من اثنى عشر شهراً، متتابع الأيام، ليغرس بهذا التتابع ملكة الصبر والمراقبة.

    ثم جعله في كل عام، ليتكرر الدرس وينمو الغرس، ومن هنا أيضاً وجب على الصائم أن يستمر في كل ليلة من ليالي هذا الشهر، متذرعاً بالصبر متسلحاً بالمراقبة فلا يسرف فيما كان محظوراً عليه بصومه حتى لا ينطفئ عليه مصباح الإشراق القلبي الذي أحسه في نهاره ولا ينقطع عنه التتابع الروحي، ويعود إلى شره وطغيانه.

    بهذا تتحقق حكمة الله في التعبد بالصوم، ويكون الصوم مدداً قوياً لجند الخير في الإنسان. به يزكو القلب، وتصفو النفس، وتتهذب الروح، ويصبر الإنسان منبعاً فياضاً للخير على نفسه، وعلى بنى وطنه وجنسه، ويعيش عيشة راضية، سداها المحبة والوئام، ولحمتها التعاون والسلام، وبهذا يقترب من الملأ الأعلى، ويتلقى التكاليف الإلهية والواجبات الاجتماعية، بقوة لا تعرف الضعف، وثبات لا يعرف الملل، وإخلاص لا يعرف الرياء، وإيمان لا يعرف الشك، فتطيب الحياة ويسعد الناس.

    مظاهر اليسر في الصيام:




    وقد بينت الآيات بعد هذا أن الله نظر في فريضة الصوم على المؤمنين إلى ما يطرأ عليهم من أعذار يشق عليهم معها أن يصوموا، فرخص للمريض والمسافر الإفطار في رمضان واكتفى منهما بالقضاء في أيام الصحة والإقامة \"فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر\" والذي أرشد إليه في هذا المقام هو أن قوله تعالى (أو على سفر) تجعل رخصة الإفطار خاصة بمن يباشر السفر بالفعل، أي أثناء ارتحاله. أما بعد أن يصل إلى مقصده، ويقف به السير، فإنه يجب عليه أن يعود إلى الصوم، ولو كان في غير بلده، وليس الأمر كما يظن الناس أن الرخصة ثابتة للمسافر ما دام بعيداً عن وطنه، وإنما هي خاصة بزمن السفر ومباشرته كما يدل عليه قوله تعالى (أو على سفر).

    ومن وجوه اليسر في الصوم بعد هذا أن الله أباح للأصحاء المقيمين الذين يشق عليهم الصوم ويجهدهم جهداً شديداً، يعرضهم للخطر، كالشيوخ والحوامل والمراضع، الإفطار في رمضان، ونظراً إلى أن هؤلاء قد لا يدركون أياماً يستطيعون فيها القضاء، قد اكتفى منهم أن يطعموا مسكيناً واحداً عن كل يوم، وهذا هو المستفاد من قوله تعالى: \"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين\" ومعنى \"يطيقونه\" يتحملونه بشدة ومشقة.

    حكمة تخصص رمضان بفرض الصيام:



    وقد جاء قوله تعالى: \"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان\" مشيراً إلى الحكمة في اختيار هذا الشهر لهذا الصوم المفروض، وهي أنه الوقت الذي ظهرت فيه النعمة الكبرى التي يجب أن تشكر ـ وهي نعمة البدء بإنزال القرآن على النبي ولا ريب أن القرآن من أقوى ما يطهر القلوب ويسمو بالأرواح، وناسب ذلك أن يكون الشكر من جنس النعمة في المعنى والأثر، عبادة تطهر القلوب وتسمو بالأرواح، وهي الصوم.

    يسر التكاليف الإسلامية:



    ثم ختمت الآيات بقاعدة تشريعية عظيمة، وهي أن تكليف الله لعباده، لم يقصد منه إرهاق ولا تعسير، وإنما قصد منه التقوى والتطهير، ولذلك بنى على اليسر والبعد عن العسر، مع المحافظة على الإكمال والإتمام، وتعظيم الله على هدايته وشكره على نعمته \"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون\".


    كل عام وانت بخير
    اللـهـم زد مـن يحبــني جنونــاً بي . . . وأمنــح مـن يكــرهني نعمــة العــقل

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك