ومضى الثلث .. والثلث كثــــــــــــير
--------------------------------------------------------------------------------
ها قد مضى ثلث رمضان والثلث كثير , كما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فلا بد من وقفة محاسبة ( والمؤمن الصادق أشد محاسبة لنفسه من التاجر الشحيح لشريكه ) ...
إليك هذه الأسئلة ولابد من أن تكون صريح وصادق مع نفسك في الإجابة عليها :
1- هل صمت صياما صحيحا أخلصت النية لله , وابتعدت عما حرم الله ؟
2- هل حرصت على قيام رمضان مع المسلمين في التراويح ؟
3- هل سابقت لفعل الخيرات ( تفطير الصائمين بالجهد والمال , تفقد الأرامل والمساكين , الدعوة إلى الله ) تأسيا برسولك صلى الله عليه وسلم ( عن ابن عباس قال : كان رسول الله أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان حين يدارسه جبريل القرآن , فلرسول الله أسرع بالخير من الريح المرسلة ) .
4- كم مرة ختمت القرآن ؟
5- كم هي العادات السيئة التي تخلصت منها ؟
6- كم من العبادات ربيت نفسك عليها ؟
7- هل تفكرت في هذه الرقاب التي تعتق من النار ؟ هل رقبتك واحدة من هذه الرقاب المعتوقة من النار أم لا ؟؟؟؟
8- هل لا زال الشوق والحنين والفرح بقدوم رمضان كما هو أم أن ذلك تلاشى مع تتابع الأيام ؟
9- هل لازلت على همتك ونشاطك في العبادة , في السباق إلى الله , في الفوز بالمغفرة , أم اصابك ما أصاب كثيرا من الناس من الفتور والتراخي فكأني بهم والله على جنبتي المضمار صرعى للشهوات والملذات , قد أفسدوا صيامهم بالمسلسلات وضيعوا حسناتهم بضياع الأوقات .. فوا حسرتاه على من هذه حاله .
إن الأسئلة أكثر من ذلك بكثير .. وكلما كان العبد صادقا مع نفسه كلما كان حسابه لها شديدا .
من وجد أنه لايزال على خير ولا يزال محافظا على الواجبات مسابقا في الخيرات وبعيدا عن المحرمات , فليحمد الله وليبشر بالخير من الله ..
طوبى لمن كانت هذه حاله ثم طوبى له .. طوبى له العتق من النار طوبى له مغفرة السيئات .. طوبى له مضاعفة الحسنات .
وكأن بهؤلاء والله الآن وقج كتب الله أنهم من أصحاب الجنان .
أما من وجد أنه مقصر مفرط فعليه أن يتدارك بقية رمضان , فإنه لا يزال يبقى منه الثلثان , ولا يزال الله يغفر لعباده ولا يزال الله يعتق رقابا من النار ...
ألا نريد أن يغفر الله لنا ؟ ألا نريد أن يعتقنا الله من النار ؟
فعلينا أن نتدارك مابقي من رمضان ( ومن أصلح فيما بقي غفر الله له ماسلف )
فدعوة إلى المغفرة ودعوة إلى العتق من النار , ودعوة إلى مضاعفة الحسنات قبل فوات الأوان ...
لنعد إلى أنفسنا - فوالله ما صدق عبد لم يحاسب نفسه على تقصيرها في الواجبات وتفريطها في المحرمات ..
لنعد إلى أنفسنا ونحاسبها محاسبة دقيقة , ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد , ولنشمر في الطاعات ونصدق مع الله ونقبل على الله .
فلا يزال الله ينشر رحمته ويرسل نفحاته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في دهركم لنفحات فتعرضوا لنفحات الله ) .
نعم .. لنتعرض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات عله أن يصيبنا رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدا ...
************************* **********************
يا مسكين :
رقاب الصالحين من النار تعتق , وأنت بعد لا تدري ما حال رقبتك .
صحائف الأبرار تبيض من الأوزار وصحيفتك لا تدري هل ابيضت أم اسودت .
هل ستدرك رمضان القادم أم أنه آخر رمضان لك .
أليس لك سمع , أو معك قلب .
والله لو كان قلبك حيا لذاب حسرة وكمدا على ضياع فرص المغفرة والعتق في رمضان ..
آه .. لو كشف لك الغيب ورأيت كم من الحسنات ضاعت عليك , وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك وكم من أوقات الإجابة للدعاء ذهبت عليك ...
هيــا لنتســابق إلــى الخــــيرات
فقــد بقــي الــثلــثـان مــن رمضـــــان
مواقع النشر (المفضلة)