بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول التافسير القرآنية ، في تفسير سورة الفلق ، الآية ( ومن شر النفاثات في العقد ) ، أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما سُحِرَ !
هل يمكن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سُحِر ؟ حتى أنه كما تروي عائشة ، أنه كان يظن أنه أتى الشيء ولم يأتيه ، حتى تقول عائشة أنه كان يظن أنه أتى نسائه وهو لم يأتيهن !
فكيف يمكن لرسول مبعوث من الله ، أن يُسحَر ؟ ثم يذهب عنه عقله ، فكان يظن أنه أتى الشيء ولم يأتيه ، فكيف برسول مبعوث بدين كامل متكامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أن يكون من جاء بهذا الدين مسحور ؟؟؟؟؟
هذا نص الحديث وما ورد فيه من اقوال
قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله (في رواية البخاري من حديث في باب هل يستخرج السحر حديث (5765) من طريق ابن عيينة أن عائشة قالت: " حتى كان يرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن "، وهو تفسير وبيان لما أجمل وعمم في هذه الرواية). حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا ثم قال: "يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما اسفتيته فيه (أي أجابني فيما دعوته فيه). ؟ أتاني رجلان ( في رواية عند أحمد والطبراني: أتاني ملكان). فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب مطبوب: أي مسحور، يقال: طب بضم الطاء إذا سحر كنوا عن الطب تفاؤلاً. قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْط (المشط: معروف وهو ما يسرح به شعر الرأس أو اللحية). ومُشاطة (المشاطة: ما يخرج من الشعر الذي يسقط من الرأس إذا سرح بالمشط، وكذا اللحية). كما قال ابن قتيبة. وجف طَلْع نخلة ذكر (وهو الغشاء الذي يكون على الطلع). قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروانَ". فأتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ناس من أصحابه. فجاء فقال: " يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء (أي أن لون مائها أحمر كالماء الذي ينقع فيه الحناء). وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين (تشبيه يراد منه التقبيح ؛ لأن كل ما ينسب إلى الشيطان مستقبح شرعًا وعرفًا). ". قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: " قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًا ". فأمر بها فدفنت (أخرجه البخاري في: كتاب الطب. باب السحر. حديث (5763). البخاري المطبوع مع الفتح. ط دار الفكر ببيروت، المصورة عن السلفية بالقاهرة).
ويمكن تلخيص الشبه المثارة حول الحديث في ثلاثة أمور .
الأول : أن الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي في ذلك بالظن .
والثاني : أن الحديث يخالف القرآن الكريم الذي هو متواتر ويقيني ، في نفي السحر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فالقرآن نعى على المشركين ووبخهم على نسبتهم إثبات السحر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه :{ وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الإسراء 47 - 48) .
الثالث : أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ .
وهناك من اثبت الحديث وقال بحجية خبر الاحاد في العقيدة واولوا سحر النبي ليثبتوا اقوالهم بانه سحر بجسده دون عقله وهذه اقوال لا تعتمد الى اساس عقلى ولا شرعي ونحن نتبني عدم الاخذ بالظني في العقيدة
والله تعالى اعلم
مواقع النشر (المفضلة)