بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابع لموضوع مفاتيح تدبر القران
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة
المفتاح الأول: حب القرآن
المسألة الأولى:
القلب آلة الفهم والعقل.
ولها وجهين : آلة فهم القرآن هو القلب.
القلب بيد الله وحده لا شريك له.
المسألة الثانية:
علاقة حب القرآن بالتدبر.
المسألة الثالثة:
علامات حب القلب للقرآن.
المسألة الرابعة:
وسائل تحقيقه.
التوكل على الله والاستعانة به.
فعل الأسباب
علاقة حب القرآن بالتدبر :
والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين، والفهم العميق.
مثلاً نجد أن الطالب الذي لديه حماس ورغبة وحب لدراسته يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة، وينهي متطلباته وواجباته في وقت وجيز، بينما الآخر لا يكاد يعي ما يقال له إلا بتكرار وإعادة، وتجده يذهب معظم وقته ولم ينجز شيئاً من واجباته.
إنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال:
هل أنا أحب القرآن؟
علامات حب القلب للقرآن
قال أبو عبيد: ”لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله“.
فعل الأسباب:
ويرجى بإذن الله تعالى لمن طبق هذا البرنامج أن يرزقه الله حب القرآن وتعظيمه والذي هو المفتاح الرئيسي لتدبر القرآن وفهمه، وكل كلام يقال في هذا الموضوع فهو متوقف عليه، وهذا السر في أن الكثير منا يقرأ في هذا الموضوع ولا يخرج بأي نتائج إيجابية.
المفتاح الثاني: أهداف قراءة القرآن.
لماذا نقرأ القرآن ؟ ؟. قراءة القرآن لأجل العلم
1. أهمية هذا المقصد
2. العلم الذي نريده.
3. كيفية تحقيق هذا القصد.
4. القرآن والبرمجة العصبية.
5. لم لا تكون الدعوة بالقرآن؟
6. من تطبيقات مقصد العلم.
7. القرآن يحيي القلوب.
8. وقفة مع آية.
أهمية هذا المقصد:
عن عبد الله بن عمر قال: ”عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظاً لمن عقل“.
قال أحمد بن أبي الحواري: ”إني لأقرأ القرآن وانظر في آية فيحير عقلي بها وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه فتلذذوا به او استحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا“.
العلم الذي نريده من القرآن:
إننا نريد العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة.
كيفية تحقيق هذا المقصد:
إننا في هذه الحياة مختبرون في القرآن، فمنا الجاد النشيط الذي يذاكر هذا الكتاب باستمرار وأجوبته حاضرة وراسخة، ومنا المهمل المقصر اللاعب الذي إذا سئل عن شيء في القرآن قال: هاه هاه ! ! لا أدري.
القرآن يحيي القلوب كما يحيي الماء الأرض:
قال الله تعالى: )اعلموا أن الله يُحيي الأرض بعد موتِها قد بيَّنَّا لكمُ الآياتِ لعلَّكُمْ تعقِلون([(17) سورة الحديد]،
وقد جاءت هذه الآية بعد قول الله تعالى: )ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبُهُم لذكر الله وما نَزَلَ من الحقِّ ولا يكونوا كالذين أُوتُوا الكتاب من قبلُ فطال عليهم الأمد فقست قُلُوبُهُم وكثيرٌ منهم فاسقون( [(16) سورة الحديد].ق
ال مالك بن دينار: ” ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض.
لم لا تكون الدعوة بالقرآن:
قال الله تعالى: )فذكِّر بالقرآن من يخافُ وعيد([(45) سورة ق]،
وقوله سبحانه: )وإنْ أحدٌ منَ المشركين استجارك فأجِرْهُ حتَّى يسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ( [(6) سورة التوبة].
القرآن والبرمجة اللغوية العصبية:
يقول الدكتور محمد التكريتي: ”لو كان ملتون أريكسون يعرف العربية وقرأ القرآن لوجد ضالته المنشودة فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة في التأثير اللاشعوري في الإنسان، ذلك التأثير الذي يشبه السحر وما هو بسحر فقد سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ولم يكونوا في بداية الأمر يعرفون سبباً لذلك“.
وقفة مع آية:
وهي قول الله تعالى: )لقدْ منَّ اللهُ على المؤمنين إذ بعثَ فيهم رسولاً مِّنْ أنفُسِهِمْ يتلو عليهمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهم ويُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ والحِكْمَةَ وإن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مَّبينٍ([(164) سورة آل عمران].
. قراءة القرآن بقصد العمل به.
أهمية هذا المقصد.
مفهوم تطبيق هذا المقصد وكيفيته.
قراءة القرآن بقصد مناجاة الله.
قراءة القرآن بقصد الثواب.
قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به.
أهمية هذا المقصد
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبيّ بن كعب رضي الله عنه: ”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً“
يقول الآجري: ”يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين؟ متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أزهد في الدنيا؟ متى أنهي نفسي عن الهوى؟“
وأن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قول الله تعالى: )وإنك لعلى خلق عظيم( ما كان خلق رسول الله؟ فقالت: ”كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه“
قراءة القرآن بقصد مناجاة الله
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ”ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن“ ومعنى: أذن: أي استمع.
وقال قتادة: ”ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن“
قال ابن القيم رحمه الله: ”إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه من إليه فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله“
قراءة القرآن بقصد الثواب:
عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”ألا إني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل، هو حبل الله ومن اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة“
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ”كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد“.
قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به
قال الله تعالى: )يا أيها الناس قد جاءتكُم مَّوعِظَةُ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفاء لِّما في الصُّدُورِ وهُدًى وَرَحْمَةٌ للمؤمنين([(57) سورة يونس]،
وقال تعالى: )وننزِّلُ منَ القُرْآنِ ما هُوَ شِفاء ورحمةٌ للمؤمنينَ ولا يزيد الظالمين إلا خساراً( [(82) سورة الإسراء].
المقاصد المذمومة
بعد أن ذكرنا المقاصد الصحيحة لقراءة القرآن يحسن أن ننبه على بعض المقاصد السيئة والتي يسلكها البعض ويقصدها من اشتغاله بالقرآن ومن ذلك ما ورد في النصوص التالية:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”يخلف قوم من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدوا تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق كافر والفاجر يأكل به والمؤمن يؤمن به“.
مواقع النشر (المفضلة)