لا يختلف اثنان في كون الخطأ أو الذنب طبيعة البشر، فكل بني آدم خطّاء ، إلا أن الاختلاف يكون في الطريق الذي يسلكه الإنسان للتكفير عن ذنبه .
تبدأ رحلة التكفير بمحطة ثابتة يمر بها كل مذنب ألا وهي الشعور بالذنب، فما من مذنب إلا ويشعر بذنبه وتتوق روحه إلى التحرر من قيد الخطيئة ، غير أن مجتمع الشخص وأسرته والمعايير التي يكتسبها منهما تحكمت في تشكيل ملامح هذا الشعور فاختلفت نسبة تواجده في النفوس اكتفاء الإنسان بهذا الشعور وعدم استغلاله للرقي بنفسه ولومه المستمر لنفسه وتوبيخها من غير تغيير لواقعه
يعود عليه بالإحساس بالفشل والخيبة والإحباط فتجاهد النفس في سبيل إثبات البراءة من الذنب إما بإلقاء اللوم على الآخرين أو بالانزواء والابتعاد عن المجتمع حتى لا تقع في أخطاء أخرى،وقد تفشل في ذلك فتقود صاحبها إلى الانتحار .
أما إذا استثمر هذا الشعور ليكون باعثا للنفس على التصحيح وحثها على فضائل الأعمال والارتفاع بها عن الدنايا فسيسمو بالروح لتحلق في سماء من النقاء والصفاء ويجلو عن القلب الظلمة .
مواقع النشر (المفضلة)