جميل حقا أن تكون بين الخضرة والهواء الطلق في الريف ، ذلك الجو الذي قل أن تجده بسبب الضوضاء والتلوث الذي أصبح يملأ حياتنا الآن .
فى هذا الجو الجميل ولدت بطلة تلك القصة ، إنها الفتاة التي نشأت وترعرعت في أحضان ريف مصر ، عاشت هذه الفتاة طفولتها الرائعة مثل جميع بنات سنها ، كانت تخرج إلى الحقول وتمارس هوايتها الرائعة في عمل المجسمات والأشكال الصغيرة من الصلصال ، فقد كانت تقضي معظم نهارها في ممارسة تلك الهواية الرائعة ، وظلت على حالتها تلك حتى كبرت وصار لزاما عليها أن تنتقل من الريف إلى أحضان الحضر لتلتحق بالجامعة ، وهناك التحقت بقسم الفنون الجميلة ، هكذا فضلت أن تمارس هوايتها في الفن والتصوير .
كبرت الفتاة وأصبح يشار إليها بالبنان بين أساتذتها وزملائها في الدراسة ، فقد كانت على درجة عالية جدا من المهارة والإبداع حتى كانت تستطيع أن تصور أى شخص مهما كان .
في تلك الأثناء تعرفت فتاتنا على شاب من داخل الجامعة ، أعجب بها وبشخصيتها خاصة حينما رأى هذا الجو العجيب من الحب بينها وبين جميع من يحيطون بها ، فصمم أن تكون تلك الفتاة له وحده .
اقترب منها ، همس لها بأنه معجب بها وبجمالها ، أبدت سعادتها لما تسمعه ، تواعدا حتى أصبح كل منهما لا يستطع الابتعاد عن الآخر .
في الصباح في الجامعة وبعد الظهر إما يتنزهان سويا أو يتحدثان عبر الهاتف يبث كل منهما للآخر همومه وآلامه .
لم يكن هناك ما يعكر هذا الجو الجميل إلا انتقال شقيق الفتاة ليقيم معها في الشقة التى استأجرتها لتقضي بها فترة الدراسة بالجامعة .
يوما بعد يوم بدأت الأقاويل تنتشر عن تلك العلاقة التى تربط بين الشاب والفتاة ، وأحس شقيق الفتاة بالحرج ، كيف يستطيع أن يسير بين الناس وهو ابن الريف ويسمع مثل تلك الأقاويل قي حق أخته وهو لا يملك أن يكذب تلك الشائعات أو يصدقها ، فصمم أن يتلصص على أخته حتى يتأكد أو ينفي ما يتردد من أقاويل .
وبعد أن تأكد من ذلك من خلال ما كان يسمعه من حوارات ليلية في آخر الليل بين أخته وهذا الشاب صارح أخته بكل ما سمع وما رأى ، فصرخت الفتاة بأنها تحب هذا الشاب ولا تستطيع الابتعاد عنه فقد أصبح في كيانها يسري مثل الدماء .
وأثناء إحدى اللقاءات بين الشاب والفتاة أخبرت الفتاة صديقها بأمر أخيها وكيف أنه أصبح يضيق عليها الخناق فلا تستطيع أن تخرج إلى أى مكان دون موافقة أخيها ، وأنها قد ضاقت ذرعا بذلك .
أخبر الشاب الفتاة أن تخبر أخاها بأنه يريد منها أن تصطحب معها أخاها إلى العنوان المذكور في هذه الورقة .
ذهبت الفتاة إلى منزلها وصارحت أخاها بأن صديقها يريد منهما هى وأخيها أن يذهبا إليه في هذا العنوان حتى يشاهد الوضع المادي للشاب على الطبيعة ويعاين شقة الزوجية بنفسه حتى يتأكد من صدق نواياه .
وبالفعل ذهبت الفتاة وأخوها في نفس الموعد المتفق عليه .
يا لسخرية القدر .. كيف يمكن أن يحدث هذا ؟
انهالت الفتاة وصديقها على أخيها بسكين المطبخ حتى فارق الحياة ، ثم قاما بسحب جثته إلى الحمام حيث تم وضع الجثة في بانيو مملوء بالماء ، ثم شرعا في تقطيع أعضائه وغسلها جيدا بالمسحوق وتنظيف الدماء حيث نجحا في وضع جميع الأجزاء في عشرة أكياس بلاستيكية كبيرة وقاما بوضعها في السيارة الخاصة بالشاب وبدآ في توزيعها على مناطق الخلاء وفي أماكن متفرقة بعيدة ، ولما انتهيا من مهمتهما قام الشاب بتوصيل الفتاة إلى منزلها حتى تستريح بعد كل مالاقياه في يومهما هذا العصيب وهما على يقين بأن جريمتهما كاملة يصعب أن يشار إلى أى منهما بالاتهام.
دخلت الفتاة إلى منزلها منهكة القوى تتحسس الجدران حتى وصلت إلى سريرها ثم ألقت بجسدها عليه ونامت حتى الصباح.
وفي الصباح استيقظت على جرس الباب يرن ، كانت تظن أن الطارق ما هو إلا صديقها الذي جاء إليها فقد أصبح الجو ممهدا لهما لقضاء وقتهما معا ، فقامت لتفتح الباب لتفاجأ بما أذهلها وجعلها يغشى عليها من المفاجأة .
فمن كان بالباب ؟
هل كان صديقها ؟
أم كانت الشرطة ؟
وإن لم يكن صديقها الذي بالباب
فكيف للشرطة أن تعرف بهذه السرعة بأمر جريمة الليل ؟
لقد كانت المفاجأة شديدة
بعد أن أفاقت من صدمتها لم يكن باستطاعتها أن تتحدث بأى شيء
فقد كان الواقف أمامها هو
7
7
7
7
7
7
أخاها
نعم كان خاها
لم تستطع أن تتفوه سوى بكلمة واحدة
قالت
مستحيل
ولكنه بادرها قائلا
مع تايد الغسيل
مفيش مستحيل
تعيشوا وتاكلوا غيرها كالعادة
مواقع النشر (المفضلة)