العسل هو مادة غذائيّة طبيعيّة حلوة لَزِجة القوام، يُنتجها النّحل، ويُنتِج النّحل العسلَ من إفرازاتٍ نباتيّةٍ سُكّريّةٍ (رحيق الأزهار) من خلال عمليّاتٍ مُنظَّمةٍ ونشاطٍ أنزيمي خاصّ، ويحصل على شكله النّهائي بعد تبخُّر الماء. يتمُّ تخزين العسل في هياكل شمعيّة تُسمّى (أقراص العسل). يُنتِج النّحل مجموعةً مُتنوّعةً من العسل يختلف في اللون والطّعم والرّائحة (حسب مصدر غذاء النّحل). وبسبب الطّلب والاستهلاك البشري في جميع أنحاء العالم، يتمُّ جمع العسل بكمياتٍ تجاريّةٍ من مُستعمرات النّحل البريّة، أو من خلايا النّحل المُستأنسة، وهي ممارسة معروفة باسم (تربية النّحل). وقد دلّت الكثير من الاكتشافات الأثريّة والحفريات على أنّ الإنسان عرف واستفاد من خصائص العسل الغذائيّة والطبيّة من حوالي ثمانية ألف سنة.
خصائص العسل:
يحصل العسل على حلاوته من السُّكريّات الُأحادية مثل الفركتوز والجلوكوز، وله نفس الحلاوة النّسبيّة مثل السكروز (المعروف بسكّر القَصَب).
مُعظم الكائنات الحيّة الدّقيقة لا تنمو في العسل؛ لذلك يُمكن تخزينه لفتراتٍ طويلةٍ.
يختلف قوام العسل حسب نسبة السكر ودرجة الحرارة ومحتواه المائي.
القيمة الغذائيّة للعسل:
يُوفِّر العسل 46 سعرةً حراريّةً في وجبةٍ من ملعقة طعامٍ واحدةٍ (15 مل) تعادل 1272 كيلوجول لكل 100 غرام. ويحتوي العسل على المعادن الطّبيعيّة والفيتامينات التي تُساعد على استقلاب الكولسترول غير المرغوب فيه والأحماض الدهنيّة، وبالتّالي منع السُّمنة وتعزيز صحةً أفضل. كما يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الفيتامينات وهي B6، الثيامين، النياسين، الريبوفلافين، حمض البانتوثنيك وبعض الأحماض الأمينيّة.
تشمل المعادن الموجودة في العسل الكالسيوم والنّحاس والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك. كما يُعدُّ العسل من أغنى المواد الطبيعيّة بالأحماض الفينولية والفلافونويد، التي هي مصدرٌ لمضادات الأكسدة الطّبيعيّة الخالية من الدّهون والكولسترول.
تصنيف العسل:
عموماً، يتمُّ تصنيف العسل من مصدر رحيق الأزهار الذي تغذّى علية النّحل. ويُمكن أن يكون العسل من أنواعٍ مُعيّنةٍ من نكتار الزّهور أو يُمكن مزجها بعد جمعها. وحبوب اللّقاح في العسل يُمكن أن تدلّ على مصدر الأزهار وبالتالي منطقة المنشأ.
العسل المخلوط:
يقوم مُربّي النّحل بخلْطِ أكثرَ من نوعٍ من العسل، يختلف في مصدر الأزهار، أو اللون، أو النّكهة، أو الكثافة، أو المنشأ الجغرافي.
العسل مُتعدّد الأزهار:
العسل مُتعدّد الأزهار أو (بوليفلورال)، المعروف أيضاً باسم (عسل النّبتة البريّة)، مُشتقٌّ من رحيق العديد من أنواع الزهور، وقد يختلف الطّعم من سنةٍ إلى أُخرى، ويُمكن أن تكون الرّائحة والنّكهة أكثر أو أقل كثافةً، اعتماداً على الزّوائد المُنتشرة.
العسل أُحادي الزّهرة:
يُرصد العسل أُحادي اللون في المقام الأوّل من رحيق نوعٍ واحدٍ من الزّهور، وهناك أنواع مختلفة من العسل أُحادي اللون ولها نكهة ولون مُميّزان؛ بسبب الاختلافات بين مصادر الرّحيق الأساسيّة. ولإنتاج العسل أُحادي اللون، يُحافظ مُربّي النّحل على خلايا النّحل في منطقةٍ لا يستطيع النّحل تخطّيها إلّا لنوعٍ واحدٍ من الأزهار. ومن النّاحية العمليّة؛ بسبب الصّعوبات في احتواء النّحل، فإنّ نسبةً صغيرةً من أيِّ عسلٍ ستكون من رحيقٍ إضافيٍّ من أنواع الزّهور الُأخرى.
العسل من النّدوة العسليّة:
بدلًا من تناول الرّحيق، يقوم النّحل بتناول الإفرازات الحلوة التي تتكوّن على لِحاء بعض الأشجار، ويتميّز عسل النّدوة العسليّة بالآتي:
لون بنيّ داكن للغاية.
رائحة غنية شبيهةٌ بالفاكهة المطهوّة أو مُربّى التّين.
أقلّ حلاوة من عسل الرّحيق.
للمزيد: وصفات طبيعية بالعسل
فوائد العسل والاستخدامات الطبية
العسل الصافي يسرع عملية التئام الجروح والحروق حيث يجدد خلايا البشرة، ويخفف الألم سريعاً..
تقليل مُدّة الإسهال.
يمنع حُموضة المعدة.
مُكافحة الالتهابات.
تخفيف أعراض البرد والسُّعال.
استبدال السكر الصّناعي في النّظام الغذائي.
العسل يساعد في انخفاض ضغط الدم الوريدي.
أظهر العسل نشاطاً مُضاداً للورم في سرطان المثانة.
ويُمكن للعسل الطّبيعيّ أن يلعب دوراً مُهمّاً في علاج آلام الصّدر والإرهاق والدّوار. وربما يرجِع ذلك إلى المحتوى العالي من الطّاقة الغذائيّة للعسل الذي يُوفِّر السُّعرات الحراريّة المُتاحة على الفور بعد الاستهلاك.
وقد شُوهدت فوائد العسل أيضاً في آلام قلع الأسنان والعدوى أو التّسوس بسبب جفاف الفم النّاجم عن الإشعاع.
وقد تبيّن أنّ العسل عامل فعّال جداً لنجاح عمليّات زراعة الجلد.
وفي دراسةٍ أُجريت في وسط بوركينا فاسو، تبيّن أنّ السّكان المحليين يستخدمون العسل لعلاج أمراض الجهاز التّنفسي، والحصبة، وآلام الدّورة الشّهريّة، واضّطرابات ما بعد الولادة، والعجز الجنسي عند الذّكور.
التهاب البلعوم بسبب آثاره المُضادة للبكتيريا والمُضادة للالتهاب. وفي دراسةٍ واحدةٍ، أظهر الاستهلاك اليومي للعسل مجموعةً مُتنوِّعةً من الآثار المُفيدة على مؤشرات الدّم ومستويات الدّم من المعادن والأنزيمات ونظام الغُدد الصّماء.
يُوصف العسل في بعض الأحيان بأنّه حلٌّ تجميليّ للبشرة المُتشقِّقة والجافّة. للمزيد: فوائد العسل للبشرة.
قد يُستخدم العسل لعلاج مجموعةٍ واسعةٍ من الأمراض والعِلل والإصابات، ويُمكن استخدامه للتّغلب على مشاكل الكبد والقلب والأوعية الدمويّة والجهاز الهضمي.
للمزيد: فوائد العسل
طب العيون والعسل
يُستخدم العسل في جميع أنحاء العالم لعلاج أمراض العيون المُختلفة مثل التهاب الجفن ، التهاب القرنية ، التهاب الملتحمة ، إصابات القرنية ، الحروق الكيميائيّة والحراريّة للعيون.
للمزيد: العسل للحامل
العسل والسّكري
ارتبط استخدام العسل في النّوع الأول والنّوع الثّاني من داء السُّكري بمؤشر نسبة السكر في الدم أقل بكثيرٍ من الجلوكوز أو السكروز. وقد تَسبّبَ العسل مقارنةً مع دكستروز في انخفاضٍ أقلّ بكثيرٍ في مُستويات الجلوكوز في البلازما، كما تَسبّبَ أيضاً في خفض نسبة الدّهون في الدّم ومُستويات الهوموسيستين ومستويات بروتين سي التّفاعلي، وقد وُجِدَ أنّ العسل يُحفّز إفراز الأنسولين، ويُقلّل من مُستويات الجلوكوز في الدّم، ويرفع تركيز الهيموجلوبين.
العسل للالتهابات
يُقلّل العسل من الالتهاب، ويُعزّز الشّفاء، ويُقلّل حجم النّدبة ويُحفّز تجديد الأنسجة.
ثبت أنّ العسل يُعالِج الأكزيما والصّدفيّة والقِشرة.
وفي التهاب القولون، كان العسل فعّالًا مثل علاج بريد يزولون.
إنّ أدوية علاج الالتهاب لها أضرار خطيرة، فمثلاً الكورتيكوستيرويدات تمنع نموّ النّسيج وتقمع الاستجابة المناعيّة، والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية ضارّة بالخلايا، وخاصةّ في المعدة.
لكنّ العسل لديه عمل مضاد للالتهابات خالٍ من الآثار الجانبية الضّارة. وتُشير البيانات المُختبريّة التي تمَّ إنشاؤها حديثاً إلى أنّ العسل قادر على تثبيط الالتهابات وتوليد الأوعية التّالفة بالإضافة إلى إظهار أنشطة تثبيطٍ فعّالةٍ ضدّ التّفاعلات الالتهابيّة المُتسلسلة.
مواقع النشر (المفضلة)