+ الرد على الموضوع
صفحة 8 من 21 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 18 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 36 إلى 40 من 105
  1. #36
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة السادسة والثلاثــــــــــــــــــ ـون

    أخرج البخاري أنه عليه السلام أمرزيدا بن ثابت بتعلم السريانية لغة يهود .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    موضوعه : الفريضة الغائبة اليوم هي فريضة الترجمة فهي قنطرة العبور بيننا وبين الناس : ثمة أمر أساسي لايجوز لنا الاختلاف عليه مطلقا وهو أن كلمة الله الاخيرة للبشرية التي جاء بها الاسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية ليست خاصة بالمؤمنين بها سوى خصوصية مسؤوليتهم على تبليغها للناس كافة ويحسب بعض الناس أن القرآن بما إحتوى من نداءات تقرب من مائة تخص الذين آمنوا هو كتاب المؤمنين وقبل ذلك ينسى كل واحد فينا نفسه قبل إسلامه أو التزامه بالاسلام كأن لم ينصب الناس من حولك يرجون فيئك إلى الله سبحانه فلما فئت أغلقت باب الهداية ولم تحسن سوى رمي الناس بالكفر والضلال والسفاهة والظلم والفسق والشبهة والاعراض والناظر في القرآن الكريم

    يلفى أنه يخاطب الناس لفظا ومعنى بقدر مخاطبته للمؤمنين سيما في جانبه المكي المعول عليه في إنشاء الايمان وتحرير العقل ولو رجعت مثلا إلى سورتي يونس والحج فحسب لالفيت عجبا فيونس نبي عربي والحج عبادة إسلامية فما هو السر ؟ والامر ذاته ينسحب على أهل الكتاب خاصة في سورة آل عمران التي كادت تتمحض لهم أي النصارى بالكلية فمن يبلغ كل تلك النداءات للناس ولاهل الكتاب ؟ ألسنا نحن مكلفون بذلك ؟

    حركة الترجمة في الاتجاهين سفير بيننا وبين الناس تدير الحوار وتزيل سوء الفهم : سوء الفهم اليوم بيننا وبين الناس أجمعين طبق الافاق بفعل تحول العالم بأسره إلى غرفة نوم واحدة صغيرة تجمع ستة مليارات من البشر ويخطئ المسلمون حين يظنون أن العيب في غيرهم الذي لا يجهد نفسه لحسن فهمهم أذ هم أنفسهم لم يفعلوا شيئا كثيرا لفهم غيرهم وحسبك أن تعلم أن أغلب الشعوب الاروبية اليوم مثلا وفق إحصاء أخير تظن أن الفلسطينيين هم من قام بالاعتداء على أرض الاسرائيليين وذلك لا يناقض ما قالته ذات تلك الشعوب في ذات الفترة الزمنية تقريبا من أن شارون هو سبب حالة الطوارئ السائدة في العالم وليس من سبيل لازالة سوء الفهم بيننا وبين الناس سوى القيام على حركة ترجمة واسعة النطاق تتبناها مؤسسات رسمية وشعبية كبيرة ويدعمها أهل الخير بأموالهم ويتفرغ لها المختصون إختيارا للمادة وترتيبا لاولوياتها وتكون في الاتجاهين من المؤلفات الباسطة لمفاهيم الاسلام بأي لغة كتبت إلى اللغات العالمية السائدة ومن هذه إلى اللغات الاكثر إستخداما كالعربية والتركية والفارسية والفرنسية أما البكاء على فقدان الحوار بيننا وبين الناس وعزوف السياسيين منا ومنهم عنه وتهرب رجال الدين منهم عنه وما إلى ذلك فلا يجدي لسبب واحد بسيط وهو أننا بحاجة إلى حوار الناس في كل الاديان وبكل اللغات وفي كل الاصقاع ومهما كان قربهم أو بعدهم عنا فنحن المنتدبون من الاسلام كلمة الله الاخيرة إلى الناس إلى حوار الناس وهدايتهم وتقديم بضاعتنا إليهم وكل حوار لا يستفيد منه سوانا فوق هذه البسيطة كائنا ما كان رد فعل طرف الحوار .

    لا نجاح لدعوة تهمل لغة الدنيا اليوم وخاصة الانقليزية : الدنيا اليوم تتكلم إنجليزي لا عربي أحببنا أم كرهنا ولم يأت ذلك صدفة بل جزاء وفاقا فالمنتصر ولو بقانون الغلبة والقوة والقهر يفرض دوما لغته ولا يجدينا التغني بلغة القرآن وإبراز محاسنها لان ذلك ليس محل خلاف بيننا ولكن يجدينا تعلم الانجليزية تعليما يمكننا من نشر الدعوة بلسانها ترجمة في الاتجاهين وحوارا ولا يجدينا ذلك لو إقتصر على مئات أو آلاف من الدعاة بل يجب علينا رفع شعار نعمل على تحقيقه وهو أن الداعية الجاهل بالانجليزية يشكو نقصا حادا لا بد له من تلافيه وأن الاندماج بدعوتنا بين الناس لا يتم سوىعبر الانجليزية وبعدها لا بدلنا من الفرنسية التي يتكلم بها نصف سكان القارة الافريقية وهي لغة التنصير الذي يبتلع المسلمين هناك وبعدها لا بد لنا من الاسبانية لغة القارة الاميريكية الجنوبية بأسرها سيما أننا نشترك معهم وهم ملايين مملينة في لعنة العالم الثالث والحقيقة أن قائمة اللغات التي لابد لدعوتنا منها طويلة فمنها التركية التي يرطن بها سائر المسلمين في الجمهوريات السوفياتية المستقلة وعين تركيا عليهم صباح مساء خاصة أن إستعادة التركية للحروف العربية ليس مستحيلا بعد قرون أخرى تتغير فيها المعطيات الاستراتيجية وبالمناسبة فإن عنايتنا بما نسميه تجوزا لتيسير الفهم ليس إلا اللغات الاسلامية كالفارسية التي تستخدم الحروف العربية والاردية وأهلها يعدون بمئات الملايين متواضعة جدا وليست اللغات الاروبية الاخرى سوى الانجليزية والفرنسية والاسبانية بحكم سيطرتها الدولية ببعيدة عن إحتضان دعوتنا . وللاتراك مثل جميل جدا يقول بأن صاحب اللسان الواحد أي اللغة الواحدة هو رجل واحد وصاحب اللسانين هو رجلان ولا نعدم لو إجتهدنا وخططنا وصبرنا أن يكون منا ألف داعية في العقد القادم كل واحد منهم ثلاثة رجال أم تظنون أنه عليه السلام لو كان بيننا اليوم هل تراه يأمرنا بالسريانية أي العبرية أم بالانجليزية أم بأكثر من ذلك ؟

    حذق اللغة يخدم الحوار والترجمة والدعوة والاهم من ذلك كله معرفة الناس حضارات وثقافات: يظن بعض الناس أن حذق لغة ما يكفي لاتقاء شر أهلها وينسبون المعنى إليه عليه السلام ولست مطلعا بما فيه الكفاية على صحة الرواية غير أن المؤكد حال صحتها أن أكثر الناس اليوم يغرس فيهم ذلك تصورا سلبيا متشائما مغلوطا عن الناس فلا يندفع من إندفع منهم بمحض الصدفة دون تخطيط دعوي إلى تعلم اللغة سوى لابطال مؤامرات أهلها ضدنا وأنت ترى معي الحيز الضيق الذي حشر هؤلاء أنفسهم فيه والاسلام أوسع من ذلك بكثير حتى لو ضم إليه هذا المعنى الذي لايتفق معه كثيرا . والحقيقة أن حذق أي لغة يمكن من أمر آخر مهم جدا لا يجده سوى من عالجه وعاشه وهو أن اللغة هي لون تفكير أهلها ووعاء حضارتهم والمعبر عن ثقافتهم وبنك تقاليدهم وعاداتهم وليس ذلك في جانب الامثال منها فحسب ولكن كذلك في طريقة بناء جملتها وتوالدها والتعبير عن سائر المواقف والمشاهد والحاذق لها بإختصار يصبح أكثر إدراكا لطريقة تفكير أهلها يما يناسبه من التفكير عند حوارهم والتفاعل معهم بذات الطريقة فلا يصبح غريبا بينهم وهذا أمر أول من يدركه من عاش بينهم عقدين من الزمان فما فوق من أهل التفكير والاهتمام بقضايا الانسان لا مجرد من يعيش بينهم لجمع المال أو التلذذ بالطيبات أو الخبائث ولك أن ترصد هذا في الحوارات الكبيرة أو الموسعة وهذا الشرط لابد منه لحسن فهم الناس فحذق اللغة وحده لا يقوم على ذلك ولك أن تتعرف على ذلك مثلا في مناهج تفسير القرآن الكريم فالناس مثلا لا يفهمون من قوله " ولاتجعل يدك مغلولة إلىعنقك ولا تبسطها كل البسط " لو ترجمت حرفيا شيئا لذلك يجب ترجمتها معنويا ذلك أن الاية تتحدث عن معنى بلغة قوم مخصوصين وهذا كثير في سائر اللغات فبالخلاصة فإن على المثقفين المسلمين في أروبا والغرب معرفة الناس من حولهم حضارات وثقافات وتقاليد وعوائد وتاريخا ومكونات نفسية وطرائق في التفكير والسلوك فإن ذلك يساعد على حسن الفهم ومن ثم حسن الحوار وكسر حواجز سوء الفهم فإذا قمنا بذلك فإنه آن لنا أن نقول " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " أما قبل ذلك فلا .

    ترجمة القرآن الكريم لا تعفينا من ترجمة معانيه وتفاسيره وسائر شروحه وخاصة الموضوعية : يظن بعض الناس أن ترجمة القرآن الكريم سواء ترجمة معاني أو حرفيا يعفي المسلمين من ترجمة ما سواه وهو خطأ ليس لتلافي نقائص تلك الترجمات فحسب بل لان القرآن الكريم لا يتناول موضوعا ما فيوفيه في سورة أو موضع فضلا عن آية أو سياق وإنما يقوم على ما يسمى التثنية أي عرض أفكاره مثنى مثنى في مواضع متعددة ومتباعدة لذلك كان التفسير الموضوعي اليوم خادما لتقديم الصورة القرآنية المتكاملة في موضوع ما عند العرب وذات الامر يجب أن يقدم لغيرهم ولا يتم ذلك سوىعبر ترجمة الكتب التي تتناول قضية ما من خلال القرآن ولك في كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة خير مثال سيما أنه إلتزم الصحيح من السنة والامثلة كثيرة لا تحصى وهو من شأنه مساعدة غير العربي على رسم صورة واضحة صحيحة عن موضوع ما إنطلاقا من القرآن وصحيح السنة .

    الخلاصة هي إذن أن الدعوة الاسلامية فريضة وضرورة وهي معيار خيريتنا وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب وعليه فإن القيام من أهل الاختصاص اللغوي والشرعي والفكري والشعبي والرسمي والمالي على حركة ترجمة واسعة منظمة طويلة المدى في الاتجاهين وخاصة للغات العالم اليوم كالانجليزية والفرنسية والاسبانية فضلا عن اللغات المسماة إسلامية واللغات الاروبية ... واجب مفروض يحقق أكثر ما نحن اليوم بأشد الحاجة إليه وهو : إزالة سوء الفهم بيننا وبين الناس دعما للحوار الحضاري بين الناس وجهل الناس بنا لا يساويه أو يفوقه سوى جهلنا نحن بهم والترجمة خير مفاتيح الحوار وحسن الفهم وإزالة أسباب التوتر

     
  2. #37
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة السابعة والثلاثون

    أخرج البخاري وإبن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة عليه الرضوان أنه عليه السلام قال " قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم : رجل أعطي بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل إستأجر أجيرا فأستوفى منه ولم يعطه حقه ".
    ــــــــــــــــ

    حديث قدسي شواهده كثيرة في القرآن منها " أوفوا بالعقود " و" ولقد كرمنا بني آدم " الخ ...

    موضوعه : التقوى خير حارس لقيم الوفاء بالعقود وكرامة الانسان والعدل الاجتماعي : لو يعلم الناس عمق الجراحات الثخينة التي خلفتها العلمانية وأخواتها وبناتها في جسمنا الذي للتو بالكاد يتخلص من بعض نكبات الركود وهجمات الانحطاط لما فرط واحد منا بعد اليوم في معلوم من الدين بالضرورة حسن فهم يثبته أمام العاصفات الهائجات وحد أدنى من التصديق العملي قدر المستطاع يزين حياته ويرشد بوصلة إتجاهه فيها إلى مرافئ الامان وشطآن السلام ولعل أكبر لطخة خلفتها العلمانية بما هي فصل نكد بين الدين والحياة أحيانا أو بين الدين والشأن العام للناس أحيانا أخرى هي أن قضايا الوفاء بالعقود وأداء الامانات والعدل الاجتماعي والتنمية الاقتصادية وسائر ما يتصل بالحياة العامة للناس تنتمي إلى تدبيراتهم وتخطيطاتهم هم دون أدنى تدخل من وحي سماوي لا في مستوى الاصول والمقاصد والكليات ولا في مستوى الفروع والجزئيات والذيول وهو التفكير الذي أدى فيما بعد أو قبل إلى القول بأن الاديان بأسرها وأولها الاسلام لا يحض على سوى الاسترقاق والاستعباد والظلم والحيف والوقوف إلى جانب المترفين والملوك والنبلاء ولا ينمي رصيد المظلومين في هذه الدنيا بسوى الاغراء بالاخرة والتسلية عنهم بجنة الخلد ثم تطور الامر إلى أيامنا العجاف هذه فأصبح الاسلام لا يحض على سوى التطرف الفكري والارهاب الاعمى ونحن على وشك ولوج مرحلة يحاكم فيها مؤمن يسكن شغاف الجبال يتلو في الفجر ما يفيد أنه على الصراط المستقيم وغيره من المغضوب عليهم أو الضالين وآخر يخرج زكاة ماله من بيدره يوم حصاده فكلاهما يحرض على الارهاب الدولي هذا بلسانه وذاك بماله ولم لا يكون الاعتقاد في الغيب والتضرع إلى قوة غيبية لا يراها أحد منا من فوق جبل عرفات بثا للتفرقة العنصرية والدينية بين الناس وتفكيكا لعرى المجتمع الدولي القائم على حقوق الانسان والديمقراطية وليس ذلك من وحي قلم متشائم أو شاعر ردحت به أوهام الظنون بعيدا بل هو مصداق لقوله " ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا " بل هو إمضاء لارادته سبحانه القائمة على سنن التدافع الذي به يتميز الطيب من الخبيث والغلبة لاقواهما .

    كفى قيم الوفاء بالعقود والعدل الاجتماعي وكرامة الانسان فخرا أنها تخاصم بقوة الله : لم يرد هذا التعبير كثيرا لا في القرآن ولا في السنة وليس نصا فحسب بل حتى معنى فإن من عادة القرآن والسنة ترتيب غضب أو عذاب أو حد أو عقاب أو لعنة أو إزدراء وإهانة على مرتكبي كبائر الاثم والفواحش أما إذا ما إستحق الامر إعلان الحرب كما هو في الربا ومعاداة ولاية الله سبحانه أو إعلان الخصومة فلابد أن يكون غضبه سبحانه قد أنذر بالاهلاك لان المخاصم بفتح الصاد لم يعد في دائرة المخالفين العاديين بل دفع بنفسه إلى محادة قوة لا تحاد وهي قوته سبحانه ولك أن تتصور للحظة صغيرة جدا أن كائنا من كان ولو كان سائر الانس والجان يقف ليخاصم الله سبحانه وهو سبحانه يعلن خصومته له . تصور ذلك في نفسك . ألست تجد هلاكا مريعا وميتة لعن لمن فعل ذلك رغم الانذار والامهال ؟ وخصومة الله سبحانه هنا تعني أمرين أولهما أنه مهلك أولئك يوم القيامة بالعذاب الشديد وهو عذاب لا ينال سائر المخالفين ولا أهل النار فهي دركات ومن مقتضيات هذا المعنى الاول كذلك تسليط عيشة ضنكة في هذه الدنيا على هؤلاء حتى وهم في حلل يسارهم وأبهة عروشهم كلما كانوا يعيشون والخوف يملا أجوافهم أما المعنى الثاني فهو أن الله بإعلان خصومته لهذا الصنف من الظالمين يكلف عباده الطائعين بإعلان تلك الخصومة الالهية ذاتها وتحويلها إلى واقع لانه يبتلي بعضنا ببعض وكل ما أمر به حيال الناس إنما كلفنا نحن به سيما وقد إنقطعت المعجزات النبوية وجاء القرآن الكريم يعلن أن سائر المعجزات قد ولى زمانها ولم يبق منها سوى معجزتين إلى يوم القيامة : معجزة القرآن بهديه ونظمه وسائر ما حواه ومعجزة الانسان بما هو قدر إلهي ماض وسنة رحمانية مطردة وسبب من أسباب إرادته سبحانه.

    المؤمن مطالب إذن بإعلان الخصومة ضد هذا الضرب من الظلم بإسم الله سبحانه : أول ما سيثير فزع الذين إمتلات أجوافهم بغضا للهدي الاسلامي سواء عن عدم فهم حسن أو عن سوء مضمر لفرط ما تشربت نفوسهم الافكار المعادية للفطرة هو القول بأن المؤمن يخاصم بإسم الله كيف والحكم الديني التيوقراطي الذي بالكاد دفعوا به من أبواب المملكة البشرية ينذر بالعودة من شبابيكها ولا بد من توضيح مناسب هنا مفاده أن الحديث بإسم الله يعني أمرين في المطلق أولهما ما هو مبثوث بيننا اليوم ونحسب أننا أشد حربا عليه ألف مرة ومرة من أولئك الذين يتخذونه تعلة واهية لطرد الاديان سيما الاسلام خاتمها والمهيمن عليها وهو مزاولة الظلم بتزكية إلهية وهو أشد أنواع الظلم والقهر طرا ولا شك أن كل حر مهما كان متدينا تقيا عابدا يفضل العيش في جمهورية علمانية بالمعنى الصحيح للعلمانية المحايدة حيال الاديان والمعتقدات الشخصية والشعائر التعبدية تقيم حدا أدنى من العدل والحرية وكرامة الانسان على العيش في أخرى تحكم بإسم الاسلام وشريعته وهي لا تزيد على تحويلك عبدا للسلطان فلا عقل ولا إجتهاد ولا إختلاف. أما ثاني معاني إسم الله فهو الحركة في الحياة إصلاحا من منطلق فهم معين لكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام يقوم على التوحيد وعلى كرامة الانسان وعلى تسخير الدنيا لسعادته وعلى الجهاد من أجل قيم الحق والعدل والحرية ولم الاستنكاف من القول بأن ذلك العمل هو بإسم الله سبحانه ونحن مطالبون بالقراءة أي بالعلم بإسم ربك ونبدأ سائر حياتنا جملة وتفصيلا بإسم الله أما لو نجحت العلمانية في دحرجتنا إلى حد إستبعاد إسم الله مبنى ومعنى من أعمالنا فتلك بداية الطريق: طريق أفولنا وطريق تألقها .

    العمل على درب تحرير الانسان بالتكريم والعدل وأولوية العقود غير الظالمة بين الناس جهاد : يجب الاقرار منا جميعا بأن الجهاد ذروة سنام الاسلام نيل منه طورا منا بسوء فهم وتضييق لدائرته وصورته وهيئته ومقصده وطورا من عدوه الاصيل وتلك هي مهمته فاللوم علينا ومن صور ذلك التضييق لمجالاته إستبعاد العمل السلمي فرادى أو ضمن مؤسسات بالفكر والعلم لبث ثقافة الاسلام في قضية الانسان تحريرا وتكريما وكيف يكون الامر على غير ذلك والرحمان سبحانه هنا ينصب نفسه خصما خصيما لمن باع حرا وأكل ثمنه ولمن إستأجر أجيرا فلم يوفه حقه ؟ والاولى بنا أن نفهم الجهاد على أنه دوائر متكاملة لا متقابلة وليس اليوم أجدب لثقافتنا وأقحط لعملنا من ضربين من التفكير أحدهما يستبعد التكامل لحساب الانفصال والاخر يستبعد الشمول لحساب التجزئة .

    من صور ذلك الجهاد تفعيل المجتمعات ضمن مؤسسات سياسية وحقوقية وإجتماعية وإغاثية:إذا إتفقنا أن إعلان الخصومة الالهية هنا تعني ذروة غضبه سبحانه وأن ذلك لا يترتب من لدن الحكيم سبحانه إلا على ما كان ضرره بالانسان فادحا لا يجبر وأن ثلاث صور معينة لذلك هي غدر العقود وخيانة الامانات وإسترقاق الانسان وغصب ماله وأن إعلان الخصومة الالهية تعني فيما يلينا إعلانها من جانبنا لاننا المستأمنون على تنفيذ إرادته سبحانه وأن ذلك جهاد يبوأنا ذروة سنام المجد ... فإن من صور ذلك العمل الجماعي الدائب من أجل تفعيل المجتمعات في شتى الاقطار في مؤسسات شعبية وحكومية سياسية وحقوقية ونقابية وإجتماعية وإنسانية وإغاثية وفكرية وثقافية وإعلامية تقوية لمطالب الاجتماع والوحدة وفرضا لمطالب سن التشريعات الاجتماعية العادلة والتغطيات الاجتماعية المكرمة للانسان ولمطالب المشاركة الشعبية الواسعة في إختيار الحكام والمسؤولين ومحاسبتهم وعزلهم ومطالب التظلم عبر المؤسسات القضائية المستقلة والعادلة قانونا وممارسة وتنفيذا ومطالب حرية الكلمة والتعبير ومطالب التضامن الاهلي في السراء والضراء .

    الخلاصة : الله خلقنا وأورثنا الارض مسخرة لنستعمرها وإبتلانا بسنن وأسباب منها التعدد والتدافع لا تصلح حياتنا بسواها وأعلن خصومته ضد كل صور إسترقاق الانسان في عقله وفي ماله وفي حرية عقوده وتصرفاته وإستأمننا على تنفيذ تلك الخصومة وهو جهاد عظيم لا ينقطع زمانه وخير سلاح فيه تفعيل المجتمعات ضمن مؤسسات سياسية وإعلامية وإجتماعية وثقافية ونقابية وتربوية تشد عود الجماعة وتنشر ثقافة الحرية والعدل والكرامة وتضيق من مساحات التظالم وتنتزع التنازلات من المؤسسات الدولية والاقليمية والمحلية القائمة على الظلم يوما بعد يوم مقابل التضحيات والاعمال والمصابرات والمغالبات جيلا بعد جيل ولا بديل عن ذلك بسوى الاستسلام لطغيان خصماء الله سبحانه وعربدة الظلم ويومها نورث الاحفاد حشفا وكيلة سوء

     
  3. #38
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثامنة والثلاثـــــــــــون

    أخرج الشيخان عن حذيفة رضي الله عنه أنه عليه السلام قال" أحصوا لي كم نفسا يلفظ الاسلام".
    ــــــــــــــــــــــ

    من شواهده " لقد أحصاهم وعدهم عدا " وغيرها كثير .

    موضوعه : ليس الانسان رقما هائما على وجه الارض بل هو مادة التخطيط والاحصاء وهدفه: الناظر في سيرة محمد عليه السلام تنبسط أمامه مقدمات التخطيط البشري جارية تسري كيف لا والوحي الكريم يربيه على أن سائر ما في الكون مما علمنا ومما لم نعلم بقدر مقدور حجما وزمانا ومكانا وحالا لا بل كيف لا وهو أول من تعلم من القرآن الكريم أن التخطيط الالهي لسريان الخلق والكون بأسره وفق إرادته سبحانه من جهة ووفق ما تحتاجه الحياة الانسانية من جهة أخرى على قانون الزوجية لا بل كيف لا والارادة الرحمانية تقول " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء " كما تقول " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما " وغير ذلك كثير ليعلمنا أن الله أعد الكون للانسان وفق نظام بديع متناسق خاضع للتخطيط والاحصاء والتقدير وهو يعلمنا ذلك لنتعلم منه درسا في تصريف حياتنا لا لنتسلى بسماعه أو لنكتفي منه بتسبيح الله والاقرار بعظمته فذلك أول الدروس تزكية للنفس ولكن العقل له حظ منها ولا ريب وهو حظ الفقه والعلم وللارادة من ذلك أيضا حظ وللاسرة وللجماعة وذلك هو بعض معاني صمدانيته سبحانه بمعنى صمود كل شئ إليه محتاجا أي حجه إليه ملبيا بالنفس ومتعلما بالعقل ومتشبها بالارادة ولو نظرت في القصص القرآني النبوي وغير النبوي الغابر منه والحاضر لالفيت أن التخطيط الرحماني سابق لاعداد الانسان الذي أنزل الجنة ليحيا في الارض بعد ذلك وريحها يداعبه لا يفارق إلا شقيا أو محروما وسابق لاعداد النبوات وأنظر إن شئت في قصة موسىعليه السلام الذي كان قتله لمن ليس من قومه سببا إراديا إلهيا في توليته الرسالة بعد خروجه من مصر وزواجه من بنت شعيب ولك في التخطيط الالهي لنبوة محمد عليه السلام عبرة وأي عبرة تخريجا طاهرا من ولد آدم خيارا من خيار على مدى أحقاب من الزمن لا يعلمها إلا الله سبحانه وما سوى ذلك كثير تقف الاقلام دونه كليلة والخلاصة في ذلك بأسره أن الانسان في التخطيط الالهي للحياة والكون ليس رقما في ثوب ولا في دابة هائما على وجهه في الارض لا يعرف من أين جاء وكيف ولا إلى أين يسير ولا لم كماقال أبوماضي وله اليوم بيننا أحفاد وحكومات ومنظمات بل الانسان وفق ذلك التصور كائن محرم مصون مكرم يخطط لسعادته ونبذ شقوته ويعلم كيف يحيا فالاحصاء والتخطيط والعد إنما هو من أجل الانسان وهو هنا عليه السلام يعلمنا أن الانسان عنده هو مادة الاحصاء والتخطيط وهو غايته وهدفه في الان ذاته فالانسان قوة وكثرة وحالا وسائر ما تترى عليه المتغيرات يشكل قوة تعمر الارض وتبطل الباطل وتحق الحق وعلى أساس تلك ا لقوة البشرية تعقد التحالفات والمصالحات وتشن الحروب دفعا للظلم وفتحا لحرية الكلمة وينتصر للمستضعفين وتدشن مشاريع النماء والرخاء وعلى ذلك المنطق المكرم للانسان بنى الاسلام فلسفته على أساس تكثير النسل لان في كثرته قوة وعلى تحرير العقل وتزكية النفس وبناء لحمة الجماعات والشعوب والقبائل وسائر الروابط فالانسان في الاسلام ليس فما فاغرا يستهلك دون إنتاج ولا عطاء كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير بل هو معول بناء في الارض فلحا يستخرج خيراتها بإسم ربه فيأكل ويتصدق وينخرط في مشاريع الخير أما حين تعوز الظالمين مصاصي الدماء الحيلة في مزيد من إمتصاص الدماء المحرمة فإنهم يعمدون إلى حيلة شيطانية سموها تحديد النسل بحكم شح الموارد وهم يجهلون أو يتجاهلون أن الانسان مورد بل هو سيد الموارد الذي يجني خيراتها ويبنيها بعقله ويوزعها بعدله غير أن المسلمين اليوم منخرطون في تلك الحيلة التي تهد كيانهم وتبيد خضراءهم وتحصد رعيهم وتأكل ريعهم كل ذلك وهم خمس البشرية فماذا لو عملت فيهم تلك المخططات مباضعها المهلكة فأصبحوا بعد عقود أو قرون قلة قليلة لا تزيد على بضع ملايين أليس عندها لا يزيدون على كونهم عبيدا أنكادا وأجناسا أنجاسا تسترقهم الهمجية الغربية بإسم الديمقراطية وحقوق الانسان فلا ترضى بهم حتى ذرا صغيرا تطأه الاقدام وهو يلتقط فتات الموائد الفاجرة . فهل من حركة ثقافية إسلامية صحيحة تضع أمر الانسان وأمر تحديد النسل وتنظيمه وسياسات التنمية العمرانية في إطارها الاسلامي غير طاغ ولا خاسر؟

    الدرس النبوي : الاحصاء بداية صحيحة لكل تخطيط ناجح : يمكن أن تقول أن ذلك بديهية البديهيات ولكن يجب أن تعلم أن ما جعل ذلك من البدهيات هو تقدم التجربة الانسانية وتطور العلوم التقنية في ميادين التخطيط ولكن لتدرك قيمة ذلك في ذلك ا لزمن الذي يتوزع فيه الناس وهم أقلية قليلة على مساحات شاسعة من الارض البيداء ذات الجبال الصخرية السوداء عليك أن تفهمه في إطاره الزماني والمكاني وذلك هو مفتاح كل فهم سليم غير منزوع من سياقه ولا مسقط على واقع آخر صلته به واهية ضعيفة . ومعلوم أن نظام الاحصاء السكاني لم تأخذ به البشرية سوى منذ عقود أو قرون قليلة ومعلوم كذلك أن كل المخططات الانمائية في المستويين المعنوي الروحي من تعليم وثقافة وفكر وفن والمادي إنما تعتمد على الاحصائيات والارقام الصحيحة الثابتة المفصلة والمجدولة والمرتبة حسب أكثر ما يمكن من معايير التوزيع والتقسيم ولاشك أنه عليه السلام لما أمر بالاحصاء إنما كان يخطط لامر ما تحتل فيه القوة البشرية مكانتها الاولى .

    المسلمون اليوم أقل الناس عناية بعلوم الاحصاء والتخطيط وأكثرهم إهمالا لانتاجية الانسان : لا يجوزلنا التوقف هنا عند أمره عليه السلام بالاحصاء لان التوقف عند ذلك ضرب من الحمق إذ الاعمال بمآلاتها ومقاصدها وغاياتها وليس الاحصاء مهما يكن صحيحا ودقيقا وثابتا وعلميا سوى وسيلة من وسائل علم التخطيط وليس التخطيط سوى وسيلة من وسائل التنمية البشرية روحا ومادة وليس ذلك كله سوى وسيلة من وسائل تعمير الارض وإحلال التعارف بين الناس وإفشاء السلام ونبذ الحرب وتحريك الحياة . ولك أن تنظر اليوم في حالنا بين الامم مقارنة مع ما يجب أن نكون عليه بين قرآن أول ما نطق بقوله " إقرأ بإسم ربك " وبين نبي كريم عليه السلام قال " أحصوا لي كم نفسا تلفظ الاسلام " وليس لك أن تبالغ في القول بأن العوائق الخارجية كانت فوق الحصر والقوة علىنحو عطلت فينا كل منحى للتقدم والنهضة وإكتساب القوة بسائر مظاهرها لان المبالغة في ذلك لا تجدي كثيرا وإنما الذي يجدي حقا هو ما هو حقيقة هويتنا حيال قضايا الاحصاء والتخطيط والتقدم والنهضة والنماء والرخاء والانسان والجماعة والقوة والشورى والصناعات والشهود والامامة والقيادة والكرامة والعدل والتحرر وماهي حقيقتنا نحن اليوم بثقافتنا وبسلوكنا حيال ذلك وكيف نستعيد الالتحام بين المثال المأمول والواقع غير المرضي تحديا للعوائق الداخلية والخارجية على حد سواء والتوسط مظنة ا لصواب أبدا . والاسئلة أكثر من أن تحصى فمنها كم نحن اليوم وكم منا يصلي بإنتظام وكم من أمي ونصف متعلم وجامعي وماهي أهم إتجاهات ا لتفكير فينا حيال كثير من القضايا الملحة وما هو معدل الاعمار فينا وحضور الطفولة والشباب والمرأة واليد العاملة وأكثرها عطاء في الاقتصاديات ونسب المديونيات ومصادرها وأسبابها وموانع الحد منها والمعطيات التاريخية والجغرافية والقيمية والمناخية والبشرية والمائية في أوطاننا وقناطير مقنطرة من الاسئلة التي تتطلب إحصائيات صحيحة ثابتة دقيقة تبنى عليها المخططات الانمائية ولو قدر لك أن تعيش لاشهر قليلة في أي مدينة ألمانية مثلا وإطلعت على عناية القوم هنا بعلوم الاحصاء والتخطيط التي لا تفرط حتى في كميات الناموس التي يمكن أن تجتاح واديا لادركت البون الشاسع بيننا وبين الناس ولرددت مع الشاعر " كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ".

    الانكى من ذلك أن ثقافة الاحصاء والتخطيط في أذهان إسلامية كثيرة شغب على القدر: ربما تكون تلك الثقافة البائسة في طريقها إلى الزوال بنشوء عوامل كثيرة منها التعليم والاعلام وتقارب الناس مكانا بحكم الثورة التقنية وثورة الاتصالات ولكن أردت التذكير بأن أمة تركها نبيها عليه السلام على ثقافة الاحصاء والتخطيط وكتابها معها يأمر بالقراءة والعلم ثم تدركها تلك الثقافة التي لا تليق بالحشرات التي تعمل بثقافة الاحصاء والتخطيط كالنمل والنحل لهي أمة حفرت بينها وبين التقدم والنهضة أخاديد غائرة لولا أنه سبحانه كتب عليها التجدد والاصلاح .

    أين نصيب الحركة الاسلامية من علوم الاحصاء والتخطيط ؟: كان هذا السؤال هو مرادي من الحلقة بإعتبار أن الحركة الاسلامية المعاصرة مستأمنة على سعادة الانسان عقلا ونفسا وعلى حماية الاوطان لحمة وسدى بحكم ما تختزنه من مشروع خام مؤهل لذلك لا هو جاهز للتطبيق الفوري في كل مجال ولاهو غائم ملامح الهوية غير متميز ولكن حان وقت التوقف ويجدر بي طرح السؤال على كل مهتم بالموضوع فلي معه سجالات حوار مقبلة إن شاء الله تعالى .

    الخلاصة : الحركة الاسلامية المعاصرة مسؤولة عن إنتاج الاحصائيات الصحيحة الدقيقة المفصلة في أكثر مجال ممكن ودون ذلك يظل تخطيطها بناء ورقيا على صفحة ماء فالزمان لغته الاحصاء والتخطيط وليس رسم الاماني ونثر الزفرات .

     
  4. #39
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التاسعة والثلاثون

    أخرج البخاري عن إبن عباس عليهما الرضوان أنه عليه السلام قال في شأن الايام العشر الاولى من ذي الحجة " ما من أيام العمل الصالح أحب فيها إلى الله من هذه الايام فقال الصحابة ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج في سبيل الله بنفسه وماله فلم يعد بذلك من شئ ".
    ــــــــــــ

    موضوعه : الزمان مناسبات مختلفة الاسعار ومواسم مختلفة الرخاء وفرص متاحة لكل الناس : ليس الزمان متساوي القيمة بل مختلف القدر وكذلك المكان والانسان كسبا لا أصلا والحكم من ذلك كثيرة منها توسيع دائرة التعدد ومنها إتاحة الفرصة للانسان المحاط به لمرض أو فسق أو فقر أو ما سوى ذلك للحوق بالناس في مواسم الحصاد الغانمة فمن فاته خير هذه السنة تتيح له التالية ما فاته ومن غنم خيرها تقدم عليه فرصة موالية لمضاعفة الغنم وذلك من معاني رحمته بالناس سبحانه سيما أن سعر كل زمن وكل مكان وكل عمل وكل شر معلومة فلا غرر في بضاعة الله سبحانه التي بينت الاشهر الحرم وفضل الاماكن الحرم والانسان مثله في ذلك مثل التاجر المضارب برساميله في الاسواق فبالخلاصة فإن سنة التفاضل بين سائر الكائنات والموجودات في خدمة الانسان الذي تعتوره سائر مواقع الفلاح وتخترمه مواضع العسر ولو كان كل ذلك متساويا في الكسب لا في الاصل طبعا لانتفى معنى الابتلاء والاصطفاء والتنافس ولغرقت الحياة في أتون من السلبية والركود والتماثل الذي لا يحرك متغيرا ولا يطور جامدا ولا يكسب معدوما ولا يغني فقيرا ولا يعلم جاهلا ولا يؤمل يائسا .



    أخصب المواسم عشريتان : عشرية ليالي رمضان وعشرية أيام ذي الحجة : ثمة أمر في البداية لاحظته منذ سنوات غير بعيدة غير أني لم أقف له على حكمة في نفسي أما في ميزانه سبحانه فهو مملوء حكما وليس ذلك سوى أن أرفع مواسم الحصاد بالنسبة للمؤمن الساعي إلى خير نفسه وخير الناس تنتمي كلها إلى النصف الثاني من السنة فالانسان يقضي صفر والربيعين والجمادين دون حرمة لزمان ولا لعيد معتبر وهو ما يساوي النصف الاول من السنة غير محرم وما إن يهل رجب حتى تهجم عليه مع بداية النصف الثاني من السنة سائر الاعياد والمناسبات بأشهرها الحرم الاربعة وبرمضان سيما عشريته الاخيرة الحاوية لافضل ليالي العمر طرا وهي ليلة القدر في أوتارها وذلك عدا شعبان وتتجدد مع ذي القعدة وذي الحجة الحاوي لافضل أيام العمر طرا وهو يوم عرفة في ختام عشريته الاولى موضوع حديثنا لهذه الحلقة وذلك عدا شوال والناظر في ذلك يجد أن الفاصل الزمني بين أفضل ليلة وأفضل يوم أو بين العشريتين المباركتين ليس سوى شهرين ولاشك أن في الامر سرا ولكن ماهو ؟ وكأن المؤمن يخلد إلى ضرب من العبادة المعتادة في حدودها الدنيا أو بما تيسر من نوافلها فضلا عن عباداته العامة الاخرى سعيا في الارض وجهادا علىمدى خمسة أشهر كاملة أي نصف السنة تقريبا ثم يجلب عليه نصفها الثاني بعدد قياسي من المناسبات والاعياد ومواسم الخير وجني الحصاد ناهيك أنه يؤدي فيها فريضتين كبيرتين وهما الصيام والحج وربما الزكاة لمن يرتب ذلك في رأس العام الهجري وليس ثمة فاصل زمني أبدا بين العبادتين الكبيرتين فبمجرد إنتهاء رمضان تبدأ أشهر الحج وهي شوال وذي القعدة وذي الحجة . ومعلوم أنه سبحانه أقسم في سورة الفجر بإحدى العشريتين .غير أنه من المؤكد أن التشريع في كل ذلك متناغم مع عبرة الختام والعبرة دوما بالختام في العمل وفي العمر خيرا كان أم شرا وهو بالمناسبة ليس تشريعا دينيا فحسب بل تشريع كوني وفطري ناهيك أن العقول أخذت به في التنظيمات التعليمية والتربوية مما ينبئك بأن الاصل النابع واحد أما من حرم النظرة التوحيدية الحازمة لاشلاء فرقها الظلم أو مزقتها التجزيئيات فقد حرم خيرا كثيرا . ولعل سر ذلك أن الانسان يختم عامه برتعه طويلا وعلى مناسبات متفرقة غير متباعدة كثيرا في مواسم الانتاج وفرة وجودة فرمضان بختامه والعام بختامه شهرا حراما وعشرية هي أرفع المواسم قدرا والمؤمن يختم عامه بالصيام ثم بالحج وربما بالزكاة أيضا فإن عاش للقابل منح فرصة من الراحة على مدى نصف عام تقريبا وإن مات مات على خير والله تعالى أعلم .



    لاعدول عن نظرية إبن القيم في مراتب الاعمال أو فقه الاولويات : لاشك أنه عليه السلام عندما سئل ولا الجهاد أراد تثبيت موقع الجهاد في ذروة سنام العمل كيف لا والناس يجودون بجهودهم وأموالهم أما المجاهد فيجود بنفسه وروحه التي بين جنبيه وهي أغلى ما يملك فطرة مفطورة وإرادة منه سبحانه مرادة غيرأنه بعد تثبيت موقع الجهاد في الذروة والسنام عاد فثبت ما قاله قبل حين وهو أن أفضل زمن يحتضن العمل الصالح هو هذه الايام العشر من ذي الحجة وذلك حين أتى بصورة من الجهاد نادرة جدا وهي الخروج إلى الجهاد بالمال والنفس فلا رجوع منه لا بالنفس ولا بالمال وهذا يحيلنا إلى نظرية إبن القيم عليه رحمة الله سبحانه في مراتب الاعمال أو فقه الاولويات وذلك حين قال بأن الزمان والمكان والحال هي محددات أفضل العمل وكذلك أسوأه وذلك طبعا للمؤمن من ناحية وبعد تثبيت القاعدة الايمانية من ناحية ثانية والاركان العبادية المعلومة من ناحية ثالثة حتى لا يتسلل أعداء المشروع الاسلامي بإسم إنتحال المقاصد لهدمه من الداخل على رؤوس أصحابه وهم ينظرون محملقين من قلة فقه ولا نفصل هنا في الامر ويرجى الرجوع إلى مظانه المحققة وهي نظرية عظيمة الفائدة جدا لانها تجعل من الامة أمة ديناميكية متحركة لا تغفل متغيرات الزمان والمكان والحال قوة وضعفا وقلة وكثرة إستصلاحا وإستحسانا وسدا لذرائع الفساد وفتحا لذرائع الخير ومعنى ذلك أن المؤمن فردا وجماعة لا يحدثون ثورة في مسار حياتهم بمجرد دخول الايام العشر الاولى من ذي الحجة سوى بمعنى البحث عن الاحسان في الاعمال الراتبة من جهة وتسييجها بما يستطاع من الاعمال الصالحة الاخرى سواء تلك التي تتناول الشأن الشخصي كنوافل العبادات والتلاوة والذكر والتفكر والبر أو التي تتعدى إلى الناس نفعا كالسعي في حاجتهم فرحا وترحا فلا يجمد المجاهدون في فلسطين والعراق مثلا أسلحتهم بحكم هذا الحديث ولا يجمد طلبة العلم وطلبة المال أعمالهم كذلك ولكنه إحسان يزين الايمان ويعزر الاسلام وساعات إضافية من العمل أجرها يفوق الساعات العادية تمضى في سائر العمل الصالح وأصلحه طبعا ما كان متعدي النفع للناس بعد نفع النفس وخاصة تزكية وعقلا وإرادة .



    عينات من العمل الصالح لتعمير هذه المواسم : لابد من إستصحاب فكرة أولية مهمة وهي أن العمل الصالح أكبر وأوسع من أن يحيط به محيط لان الاحداث غير متناهية والنصوص متناهية إذ لو ظللت تعدد العمل الصالح سواء فيما ورد في النصوص أو فيما تعلق به خيالك تصورا أو تجربة لما فرغت من ذلك ومن مشاكلنا في تديننا اليوم أن الوعاظ ومن في حكمهم يعينون قائمة إسمية في العمل الصالح لتعمير مثل هذه المواسم وكأنها وصفة من طبيب وهذا وهم والاولى الاكتفاء بالاشارة والتذكير وفتح الافاق أمام الاعمال متعدية النفع للناس والمحرضة على الاجتماع وتلبية نداء التوحد والاغاثة أما أن يعتكف الصالح على العمل الصالح الشخصي في هذه المواسم دون أدنى إهتمام بأمر الناس دعوة وهداية وتفكيرا وتعاونا وإغاثة وبعثا للامل وتوحيدا للصف وتوهينا لارهاب الظالمين فهو فهم سقيم لئن كتب صاحبه من الصالحين فإن مقام المصلحين قد فاته والله في كتابه إمتدح المصلحين أكثر من إمتداحه للصالحين ولئن كسب صاحبه لنفسه منه خيرا فإن خيرا أكبر فاته عملا بقاعدة أن الخلق عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله أما أنفعهم لنفسه أهملهم لعياله فهو أدنى درجة .

    ــ نافلة الصلاة جبرا لنقص المكتوبة ومن ذا الذي يقيم فينا الصلاة إقامة وأكثرنا يصلي ليس أكثر.

    ــ نافلة الصيام وخاصة العاشر منها لغير الحاج الذي يفوت المنسك إن صام وهو ضعيف .

    ــ التلاوة وخاصة مصحوبة بالتدبر والفهم والخشوع وقواعدها وآدابها

    ــ الذكر وخاصة ذكر القلب المعزر باللسان وخاصة في المناسبات اليومية المعروفة والمأثورة وإدبار الصلاة والنجم .
    ــ التفكر في ملكوته سبحانه وهي عبادة لا يأتيها منا غير قليل وهي عمدة الايمان تجديدا .

    ــ الانفاق في سبيل الله وخاصة إدخال الفرح على قلوب الارامل والثكالى واليتامى ممن لايجد إضحى في يوم العيد أو لايجد هدايا لاطفاله .

     
  5. #40
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الاربعون



    أخرج البخاري عن أنس أنهم مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال عليه السلام " وجبت " ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال " وجبت " فقال عمر ما وجبت ؟ فقال " هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الارض".

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



    من شواهده " إلا بحبل من الله وحبل من الناس " و" هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ".



    موضوعه : القبول في السماء يمر عبر القبول في الارض من لدن المؤمنين على الاقل : سرت فينا فكرة خاطئة تظاهرت على إذكائها ظروف معروفة مفادها أن رضى الرحمان سبحانه مهره سخط الناس وكلما كان سخط الناس عليك كبيرا كلما إقتربت منه سبحانه والعكس صحيح دوما وهي فكرة لها أساس في الحقيقة في بعض النصوص ولكن إنتزاع الافكار المجردة من سياقاتها النصية ثم غرسها غريبة عن سياقاتها الواقعية عمل وخيم العواقب إذ كل ما جاء يثبت هذه الفكرة كان دوما في معرض قصة نبي يجابه معارضة ضارية من لدن حفنة من المستفيدين من الاوضاع القديمة بينهم وبين عالم الافكار والقيم والحجج ما بين المشرق والمغرب فكان الوحي ينزل يثبت النبي والذين آمنوا معه عبر تعريفهم بأن مجلبة رضى الرحمان سبحانه أوفى لهم وأجزل من رضى غيره وأن سخط الكافرين به سيما الظالمين منهم مآله البوار وكان ذلك دوما حيال الساخطين عليهم من غير المؤمنين مهما كان إيمانهم ضعيفا أو متخاذلا ولم يأت وحي أبدا بترغيب المؤمنين عن المؤمنين حتى حال إقتراف الكبائر والمعاصي بل والموبقات المهلكات بل حتى حال الظلم أسخط شئ عنده سبحانه وأبغض فعل لديه تعالى ويمكن أن نقول بإطمئنان كبير بأن الله سبحانه حرض المؤمنين دوما على الالتحام بهموم الناس وقضاياهم مهما كانت موغلة في الصغر حتى أنه خصص للناس في كتابه النصيب الاوفى فظل يخاطبهم دوما بالخطاب الرقيق الرفيق الحبيب غير الخالي طبعا عن الترغيب والترهيب كيف لا وهو المؤيد بالوحي عليه السلام ظل يؤمر دوما طيلة عقد كامل من الزمن صحبة المعذبين من أصحابه بإقام الصلاة وكف الايدي ليس عن الايذاء بل عن رد الايذاء وكيف لدين ينشد الانتشار في الناس أن يأمر أتباعه برد الصاع صاعين فضلا عن صاع واحد وكيف لنبي لو سأل ربه تطبيق الاخشبين على مكة بمن فيها وما فيها لاهلكت في جزء من مليار جزء من ثانية واحدة على بكرة أبيها غير أنه آثر دوما الصبر وتحمل الاذى إن كل ذلك ليوحي بما لا يدع مجالا للشك بأن الخطاب الاسلامي يقوم على أن القبول في السماء عنده سبحانه عبر القبول في الارض وهو قبول لدى الطائفتين ونتيجته واحدة أما طائفة المؤمنين فبالحدب عليها تبصرة وتعاونا ونصيحة وصبرا وسعيا في الحاجة وتجاوزا عن المعسر وأما طائفة الكافرين غير الظالمين طبعا فبإثبات بالقول والعمل بأن الدعوة قوية بحجتها وصبر أهلها تجادل بأدب وتعطي بسخاء من لا يخشى الفقر تظل صامدة تعرض بضاعتها المعزرة بحجتها البيضاء الناصعة دون إستجابة لاي إستدراج من إستدراجات رد الفعل والعنف فضلا عن الظلم ثم الثبات على ذلك عقودا طويلة والنتيجة هي واحدة عند الطائفتين وهي ما عبر عنه بقوله " وإستيقنتها أنفسهم " غير أنه يقين يفصح عن نفسه عند المؤمنين بالشكر والعرفان والحمد له سبحانه والطاعة لنبيه عليه السلام بينما يلتزم الجحود عند الاخرين وهو جحود ليس عاما بل سرعان ما يلتقط المؤمن في إثر المؤمن من أولئك وإلا ما الذي جعل الدعوة الاسلامية تبتدأ بواحد ثم بعدد أصابع اليد الواحدة ثم أربعين شخصا علىمدى ثلاث سنوات متتالية ثم خمسمائة والف يوم العد والاحصاء ثم يموت عن عشرة أضعاف هذا العدد عليه السلام واليوم تجدها بمعدل واحد عن كل خمس نسمات فوق اليابسة ولن تزال تتقدم عددا وعدة بل لن تزيدها الضربات غير إمتداد فكيف لو قيضت لها الاقدار جيشا لجبا من خيرة الدعاة المدججين بحجج مقنعة وأساليب في الحركة إنسانية ومتطورة ؟ فبالخلاصة فإن فكرة تدفع المتدين إلى هجران الناس ليقترب من ربه لهي فكرة مسيحية دجلية كاذبة لا يتسع لها الاسلام ولئن أنبتتها ظروف معروفة ربما تعود يوما وتهيمن فإن المؤكد أن أقرب الناس إلى الناس هو المتدين .



    الناس شهداء بعضهم على بعض في الارض في الدين والدنيا على حد سواء :كثيرا ما ينقاد الناس تحت تأثير النظرة المثالية ولم يأت القرآن إلا لمحاربتها في مقابل إعلائه لشأن الواقعية البشرية فتلفاه يرد مثلا على شبهات غير المؤمنين الذين قالوا بأنه سبحانه لو أرسل ملكا لامنوا بقوله " ولو أنزلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون " إذ لو أنزل ملكا يخاطبهم لتذرعوا بأن الملك مفطور على الطاعة لا تغشاه الشهوات فهو ينتمي إلى عالم غير عالمهم ويدعوهم إلى أمر مناقض لفطرتهم التي لم يختاروها هم بل إختارهم خالقهم عليها ومما ورد في ذلك أيضا قوله " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " وأزعم أن أكثر من نصف من يقرأ القرآن اليوم فضلا عمن لا يقرأه لا يتوقفون أصلا أو بما فيه الكفاية لقوله " وبالمؤمنين " وهي إشارة إنفردت بها هذه الاية التي تؤكد أن نصر الله لنبيه عليه ا لسلام وهو من هو تمر حتماعبر المؤمنين أي عبر الناس وهو مسلك يشجع المؤمن وريث محمد عليه السلام على عدم التفريط في الناس لانهم مصدر نصره ليس بعد الله فحسب بل إن نصره خاصة وقد ولى عهد المعجزات سوى بالقرآن والانسان لا يتأتىإلا عبر الناس ومما ورد في ذلك كذلك قوله " إلا بحبل من الله وحبل من الناس " ومعناها أن الذلة المضروبة على الكافرين الظالمين تستثني منهم صنفين : من آمن ومن دخل في الجوار وهو حبل الناس وسائر التفاسير الاخرى تدور في فلك هذا المعنى ولاشك أن إنبساط قوة الاسلام إلى حد تأمين تخومه وخضد شوكة المحاربين له مما يؤمن من إستجار منهم به مؤذن بمهابته ودخول الناس فيه أفواجا كما وقع بعد الحديبية وبعد الفتح والناس المادون لحبل الاجارة هنا ليسوا سوى المؤمنين فالمؤمن عامل أنس للناس ولولا أن المجال يضيق لزدتك بأن الله تعبدنا في عقودنا المدنية وسائر ما في حكمها بشهادة الناس ومنهم غير المؤمنين في كثير من الحالات فمن شهد له الناس بالصلاح فهو آمن ومن شهد عليه الناس بغير ذلك فهو ليس كذلك وهو حكم لا ينفذ إلى البواطن طبعا ولكنه ينزل الناس منازلهم في الدنيا وليس للمؤمن مكان يفعل فيه إيمانه ويحفظ فيه دينه ونفسه وماله وعرضه وعقله سوى الدنيا فهي وسيلته إلى الاخرة يؤمنها بشهادة الناس له وهي ليست شهادة تشترىبالرياء وبالرشاوى وبالنفاق وبالمال ولا يعبد الانسان ربه ويتعاون مع الناس وهو ينشدها بل هي من المحصولات الطبيعية بحكم عيش الناس بعضهم مع بعض .



    شهادة الله على الناس في الارض لاتخص قرنا دون قرن ولا مكانا دون آخر : قد يشغب بعض المتعنتين من أولى الاحلام الصغيرة على ذلك بأن شهداء الله على الناس في أرضه هم صحابته عليهم السلام فحسب دون غيرهم لعلو كعبهم وفضلهم وهذا لا دليل عليه أولا بل كل الخطاب الاسلامي يتجه نحو الامة قاطبة دون تخصيص قرن على قرن ولا مكان على مكان ولو حكمنا ذلك لقلنا بمفهوم المخالفة كما يقول الاصوليون بأن الله سبحانه ليس عادلا في حكمه إذ بعث في أهل الجاهلية نبيا منهم فخصهم بالقرب وخص مكانهم وزمانهم بالفضل وما عدا ذلك هو فتات لا يصل ما وصل إليه أولئك من الفضل فكيف يكون بعد ذلك رب العالمين ومتصفا بالعدل وكيف يكون دينه لا يفضل أبيض عن أسود وهو يفضل الاول عن الاخر ومعاصر النبوة عن غيره وذلك فضلا على أن النصوص التي جاءت تمتدح من جاء بعده وآمن به وجاهد كثيرة ومنها قوله " والذين جاؤوا من بعدهم ..." وكلنا جئنا من بعدهم أي المهاجرين والانصار في سورة الحشر وهل إنداحت الدعوة حتى طبقت الارض أو كادت إلا بعد القرون الاولى وغير ذلك كثير فالانسان هو الانسان والله هو الله والدين هو الدين والقيم هي هي ولا عبرة بغير ذلك كلما نهل العابد من شآبيب الاخلاص وحسن الفقه ونشر الدعوة والنصح للناس بحسب القدرة .



    فالخلاصة هي إذن أن شهادة الناس لك أو عليك في الدنيا ماضية وليس ذلك من باب الرياء وطلب رضى الناس بسخط الله سبحانه بل إن رضاه سبحانه يمر حتماعبر رضى الناس أو على الاقل السعي في حاجتهم المادية والمعنوية هداية للعامي وإغاثة للملهوف وخاصة في دائرة المؤمنين والناس العقلاء ليسوا من الحمق بمكان حتى يشهدوا في أغلبهم لك بالخير على كبير فسقك فضلا عن كفرك أو عليك بالشر على واسع فضلك وحسن سيرتك بينهم إلا في حالة هجرانهم في مساجدهم وأفراحهم وأتراحهم ونوائبهم فإن فعلت فاللوم عليك ولن تكون في الاخرة حتى على فرض إيمانك صاحب حظ كبير .

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 8 من 21 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 18 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك